الثلاثاء، 10 يوليو 2018

طريق الآلام ، طريق السلام من إيطاليا

تابعة يوميات قافلة ( طريق الآلام ، طريق السلام ) من إيطاليا 

🎭
بمنحها لقب حمامة السلام ، لمرافقة قافلة الحج الاستثنائية ، التي تسير على درب القديسين ( بطرس ، ويعقوب المقدسي ) قدمت الدكتورة دلال مقاري مونودراما جديدة ، تحمل ذات العنوان الذي تتجول تحت رايته القافلة ،، طريق الآلام ، طريق السلام ،، لتتحدث من خلالها عن رحلة معاناة الشعب الفلسطيني ، في ارضه وفي الشتات والغربة ،، في عرض اتاكأ على اللغة البصرية والحركة ،، ليستطيع تمرير الخطاب المسرحي ،، الذي اتبع تقنيات متقشفة من الصورة الظلية الى التجسيد الحركي ، لتكون اللغة المنطوقة مختزلة ،، مكثفة تتنقل بين العربية والانكليزية والالمانية ، حكاية جديدة انحازت الى حوار الحضارات ،، حوار الأديان ، ليتكلل العرض بصوت الآذان ، يعانق صوت قرع أجراس الكنائس . مونودراما ارادت لها الدكتورة مقاري ان تختزل معانات الشعب الفلسطيني في صورة تتنقل عبر الثقافات ،، لنقل صوت فلسطين الى العالم . 








طريق الآلام ، طريق السلام من إيطاليا

مشاركة جديدة في منبر الشعر



مشاركة جديدة في منبر الشعر🎭
مشاركات جديدة ترافق شهر الاحتفالات بذكرى تاسيس معهد دراما بلا حدود الدولي ، ومجددا تطالعنا مدينة فاس العريقة بأسوارها التاريخية ، ليطل صوتها الهاديء ببوحه الرزين ( سكينة الصالحي ) احدى خريجات معهدنا في جنان الورد التي تزخر بالإبداع والمبدعين ، وسكينة الباحثة والمبدعة والمتعددة الهوايات ،، تشتغل بتأني ومتعة على إبداعها الكتابي ،، وفي كل مرة تفاجئنا بمنابع جديدة للكلمة وهي روح النص ، حالة من البحث الشغوف عن جذور المعاني وشعرية الصورة ، ليكون المنتج لوحة مشغولة بحكمة واجتهاد . ولاننسى ان الكاتبة فاطمة بن محمود من تونس الخضراء هي حاضنة المواهب ،، التي تعدنا بتاسيس مهرجان للأصوات الشابة ينتج عنه مطبوعات تستحق ان تظهر الى النور . وكما هي العادة ترافق المادة الإبداعية لوحة كولاج بتوقيع الدكتورة دلال مقاري باوش
🎭
ذات العيون الواسعه
كانت بقلبي قابعه
صابت فؤادي نظرة
عادت اليه موجعه
عيناك يا احلى النساء
سكرات موت موجعه
مذ سكرتين رأيتها
كالبدر حلو مطلعه
ليل وكحل هادئ
فوق الجفون مشرعه
اهواك دون اناملي
كذبت بوصف الرائعه
ﻻ تعجب من كلماتي ... وﻻ تحتار فأنا النقيضتين معا ...
أنا االجنة .... وأنا النار .
أنا امرأة كحيلة العين ...
وحشية الحروف ...
وأحيانا تجدني إمرأة اﻹنكسار
نعم أنا من تغفو مع الغروب الشمس
وأنا من تسهر الليل مع ... غيتار
ﻻ تحلول أن تبحر في محيط إمرأة ..
ﻻ تحاول أن تبحر في محيط إمرأة
حين تصل إلى شواطئها ..
حين ترسو إلى موانئها ...
ينتهي المشوار ...
وﻻ تنتحر معي ... مع خواطري كثيرا فأنا السطح وأنا العمق ...
وأنا الحنان وأنا الريح واﻷعصار
طفلة أنا وفي صدري إمرأة تتعذب ... في عنادي وشقاوتي رنين الصغار ...
في عالم اﻷنتوي وجوه ... أساور ومرايا تتناجى .... تتحاور
فيه تتصارع النساء من كل اﻷلوان واﻷعمار ...
سكينة الصالحي

مشاركة جديدة في منبر الشعر

الأحد، 8 يوليو 2018

قافلة طريق الآلام ، طريق السلام

جديد معهد دراما بلا حدود ، انطلاق قافلة طريق الآلام ، طريق السلام ، من ايرفورت

🍀
🍀h ابتعد عن الضوء قليلا ! تعلم ان ترى روحك وتدرك العالم في العتمة ! إيمانك طاقة تقودك الى منابع الضوء ، تنير وتستنير 🍀
بعد مشاركتها في مجموعة من الانشطة الثقافية والدينية المختلفةالتي أنعشت فضاء الكنائس على اختلاف توجهاتها ،، انطلقت فجر اليوم قافلة طريق (الآلام طريق السلام ) لتصل إيطاليا ، حاملة معها طاقة الإيمان ونشوة المعرفة ، وقيمة الطريق ، تحت نثارات ضوء السلام المنبعث من كل الرغبات التي دفعت بالقافلة الى المسير ، حيث توجت طاقة الإشراقة والامل بحوار الحضارات ،، ضمن اجواء اُمسية تلاقى فيها الشعر ،، بالموسيقى ،، الغرب بالشرق ،، عبر نصوص كنائسية ،، قابلتها نصوص صوفية لابن الرومي ،، ورشات التاهيل التي استمرت يومين ،، منحت المتطوعين في قافلة الحج على طريق يعقوب المقدسي ، طاقة لتحرير الفكر وانفتاحه ، لتحرير الرغبات الصافية للعمل على سلام الروح والعالم . 

وتستمر قافلة ( طريق الآلام طريق السلام ) على درب القديس يعقوب مرورا بفرنسا وانتهاء باسبانيا منتصف الشهر القادم . 

ويبقى لمعهد دراما بلا حدود الدولي بصمة مميزة في هذه القافلة لنقل صوت الشعب الفلسطيني المرتحل بين الآلام بحثا عن السلام في وطنه الشرعي فلسطين . 


🍀
( وتستمر الحكاية ،، ويستمر التحليق في فضاءات القبرات ، بحثا عن تجسيد الرغبات بسلام عادل وشامل ) .






قافلة طريق الآلام ، طريق السلام

الأربعاء، 20 يونيو 2018

طريق الآلام ، طريق السلام

 للسلام حكاية ، بدأت من فلسطين والقدس تحديدا ، عندما جاء السيد المسيح عليه السلام برسالة التسامح ، والغفران ، ( سلام الروح ـ وسلام الأمم ) . ومن القدس مدينة المقدسات الثلاث ، خرج الحواريون المبشرون الأوائل ( تلامذة السيد المسيح ) إلى العالم عبر أوروبا لينقلوا رسالة المعلم أوالمرشد الأول .
حيث تعتبر محطاتهم التبشيرية في عصرنا الحالي ، مزارا للحجاج المسيحين من أطراف العالم .
في رحلة حج إستثنائية تحمل عنوان ( طريق الآلام ، طريق السلام ) إختيرت الدكتورة دلال مقاري باوش لتكون ( حمامة السلام ) هذا الرمز الذي ستحمله فلسطينية ، ارتبطت رحلتها في الشتات والغربة بالآلام التي تبحث عن واحة للسلام !
بعد إختيارها لحمل هذا اللقب الجديد والمهمة الجديدة ، كان لنا معها هذا اللقاء الذي نسعى فيه إلى إلقاء الضوء على تجربة جديدة ، في رحلة الدكتورة  دلال مقاري .
 سؤال : لنبدأ من عنوان شعار الرحلة أو القافلة ( طريق الآلام طريق السلام ) من أين يستمد رسالته ؟
 ج : جاءت كل الأديان لتخلص البشرية من آلامها ، لتهديها إلى طريق سلام الروح التي لن تضل الطريق إلى سلام الرب ورحمته .
إذن فالألم هو الأسبق ، كما أنه الدافع المحفز لبحثنا عن الخلاص والتعافي والسكينة والسلام . وما رحلتنا في هذه الحياة سوى سكينة وسلام تولد من رحم الألم .
فعنوان قافلة الحج هذه ، يستمد معناه من طبيعة الرحلة التي خاضتها البشرية للبحث عن السلام ، ورحلة الأنبياء لصناعة السلام ورحلة المبشرين لنقل السلام ، لكن دون أن نغفل العتبة الأولى والوجع الأول الذي دفع الإنسان للبحث عن البديل والخلاص .
 سؤال :كيف تم أختيارك لتكوني حاملة لقب جديد(  حمامة السلام ) ؟
ج : لم يكن هذا اللقب الأول الذي تكرمني به الكنائس في ألمانيا ، فقد تم إختياري اواخر شهر ديسمبر الماضي 2017 من ضمن أهم الشخصيات المدنية التي أثرت في الوجدان الألماني ، لما تحمله رسالتي من تسامح وحوار ، وقبول الآخر ، حيث تم تكريمي من قبل الكنيسة البروتستانتية في مدينة ريغن سبورغ ، ووضعت صورتي على رزنامة ( كالندة ) العام الجديد .
ونظرا لمسيرتي الطويلة في حوار الثقافات والأديان ، وحصولي على تكريمات وترشيحات آخرها (  ترشيحي لنيل جائزة نوبل للسلام  ) ، فقد حظيت باهتمام المجتمع المدني والديني أيضا وخاصة بعد مشاركتي مؤخرا في مؤتمر للدفاع عن مدينة القدس ، مدينة الأديان السماوية المقدسة ، التي عرفت بتاريخ التسامح .
باعتقادي أن هذا الإختيار قد تم أيضا لكوني أحمل طريق الألم والأمل والسلام في مسيرة حياتي كمهاجرة متعددة الجنسيات  تطمح إلى السلام العادل والشامل والنزيه للبشرية .
سؤال : ما هي المحطات التي ستمضي فيها ( طريق الآلام ،، طريق السلام ) ؟ وما هو البرنامج المرافق ؟
ج : ستنطلق قافلة الرحلة ، الحج ، مساء 7 يوليو ، بعد أمسية موسيقية شعرية صوفية ( حوار شرق غرب ) من المانيا ، متوجهة إلى إيطاليا كنيسة القديس بطرس المقدسي ،، وبعد ذلك الأماكن المقدسة في مدينة اللورد على الحدود الفرنسية الإسبانية ، وتنتهي يوم 15 اوغسطس في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا .
سيرافق هذا الحج الديني أمسيات شعرية ، وجلسات تأمل روحي ، ورياضات روحية وإحياء لمفهوم السلام في كل المحطات .
سؤال: وما هو دور حمامة السلام في هذه الرحلة ( طريق الآلام ، طريق السلام ) ؟
ج : اولا سأقدم مونودراما جديدة تتحدث عن درب الآلام الذي يقود إلى الإشراقة والأمل والسلام ، سأنقل آلآم الشعب الفلسطيني الطامح إلى السلام العادل بتحقيق دولته المستقلة على ارضنا في فلسطين ، كما سأقدم بعض الجلسات في الإسترخاء والتأمل الروحي والسلام الداخلي ، بإنعاش الفلسفة الصوفية وتقنيات البحث عن النبع الصافي .
 سؤال : وهل سترافقين ( طريق الآلام ، طريق السلام ) في كل المحطات ؟والتي ستتجاوز مدتها الزمنية الشهر ونصف الشهر ؟
 ج : للأسف لن أستطيع مرافقة القافلة في كل المحطات ، بسبب ارتباطاتي الأخرى وخاصة فعاليات ذكرى تأسيس معهدنا دراما بلا حدود الدولي ، والذي سيشهد فعاليات إحتفالية في مصر. ولكن صورتي ومقطتفات من المونودراما وثوبي الفلسطيني ، سيرافق القافلة ، كما أنني رشحت مجموعة من أعضاء معهد دراما بلا حدود لمرافقة القافلة في كل محطة ، لتعزيز دورنا في قافلة السلام .
أما أنا فسأرافقهم في  خط البداية والإنطلاق ، وخط النهاية أيضا .
 سؤال : ما هو المحرك الدينامو لحالة البحث والتجريب والعطاء في مسيرتك الحافلة ؟
 ج : ” الحب ” هذه الطاقة الدافعة والمغيّرة والطامحة ، لأنه القوة والجمال ! الحب  : هذه الورطة اللذيذة التي تحول الثبات إلى حركة ، والجمود إلى فعل والحروب إلى سلام ، قوة ،وتمنح جناحيك خفقة التحليق إلى كل المستحيلات ! هو الجسر اللامرئي الذي تعبر عليه أرواحنا لتلتقي بالآخر ، تزيت مصابيح الليل ،تضمد جرح الناي، تهدهد الحزن كي ينام ،
وحده الحب القادر على منحنا السلام .

طريق الآلام ، طريق السلام

الأربعاء، 25 أبريل 2018

تأهيل وعلاج البراعم من الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية

في إطار الشراكة التي قامت بها  جمعية أجنحة الحلم للتنمية البشرية عن طريق الفنون برعاية معهد دراما بلا حدود الدولي مع جمعية نجوم اجنان الورد لرياضة التيكواندو والهيكيدو وذلك من اجل تقديم الدعم النفسي والروحي والفكري للاطفال والبراعم الرياضية المنضوية تحت لواء جمعية نجوم اجنان الورد تم عقد مجموعة من الدورات والأ وراش التدريبية لمساعدة هؤلاء البراعم على مواصلة مشوارهم الرياضي وتأهيلهم ومعالجتهم من الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية وذلك من خلال استعمال مجموعة من التقنيات السايكودرامية (كالموسيقى ,المسرح , فن الحكاية , فن الكولاج ...) .

شعارنا العقل السليم في الجسم السليم في البيئة  السليمة شعارنا هو المساهمة في تكوين أطفال وشباب يتحلون بجسم سليم وعقل سليم خال من الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية .

كان هذا هو اللقاء التواصلي الأول الذي تم مساء يوم الأحد  04 مارس  2018  كان لقاءا تعارفيا بالدرجة الأولى  قدمنا فيه مجموعة من المعارف والمهارات التي من شانها أن تساعد الأطفال على ممارسة رياضة التيكواندو كرياضة قادرة على المزج بين الحركات اليدوية وحركات الرجل واستعمال العقل الذي يساهم بشكل كبير في التفاعل والانسجام والتكامل بين مختلف هذه الحركات , كذلك ثم حث هؤلاء البراعم على الاستمرارية في ممارسة رياضة التيكواندو وذلك نظرا للأهمية البالغة التي تحضى بها هذه الرياضة في مساعدة ممارسيها على التحلي بالقيم والمبادئ والأخلاق العالية., وفي الأخير تم استعراض مجموعة من الحركات والبومسيات  الرياضية لهؤلاء الأبطال والبراعم الرياضية . 



تأهيل وعلاج البراعم من الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية

الجمعة، 24 فبراير 2017

كلمة السيد (محمد الصلالي) رئيس جمعية اجنحة الحلم



بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه اجمعين الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم



اصالة عن نفسي ونيابة عن (جمعية اجنحة الحلم للتنمية البشرية عن طريق الفنون برعاية معهد دراما بلا حدود الدولي) أتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير والاحترام لمجلس مقاطعة جنان الورد على الدعم المادي والمعنوي الدي يقدمه هدا المجلس لجميع فعاليات المجتمع المدني .تحية الشكر والاحترام والتقدير للعزيزة الغالية الدكتورة دلال مقاري باوش مدير معهد دراما بلا حدود الدولي وللهادئ والمتواضع الدكتور عبد الكريم بن علي بن جواد اللواتي .تحية الورد والياسمين لجميع خريجي معهد دراما بلا حدود الدولي .الحضور الكريم اسعد الله اوقاتكم بكل خير ومرحبا بكم جميعا


ان ميلاد ((جمعية اجنحة الحلم للتنمية البشرية عن طريق الفنون برعاية معهد دراما بلا حدود الدولي)) لم يأت عبثا ولم يأت من فراغ. ولم تؤسس هذه الجمعية من أجل التأسيس والتسلية فقط. لان برامجنا وأهدافنا وطموحاتنا هي أكثر وأسمى من ذلك بكثير. وهي كفيلة بأن تظهر للجميع قوة ومصداقية وشفافية عمل المكتب المسير وجميع الأعضاء.


الحمد لله، لنا من الأفكار، والبرامج، والمخططات والتوصيات ما يجعلنا قادرين على التميزوالتالق. فرغبتنا وطموحنا في التحدي يدفعانا لنضع الجمعية في مصاف الجمعيات الكبرى التي تشكل لبنات المجتمع المدني بالمملكة. لكن لا الرغبة ولا الطموح وحدهما كافيان لتحقيق الاهداف المنشودة، فحبنا الصادق للعمل الخيري والتطوعي، الانساني وايماننا به، سيكون بالتأكيد هو الدافع الاساسي والقوي لوضع الجمعية في بالمسار الحقيقي والسكة الصحيحة لركوب قطار التنمية والحداثة.
هدفنا نبيل جدا ,هدفنا هو رسم البسمة على شفاه المحرومين, و مسح الدمعة عن عيون البؤساء, و مساعدة المرضى والمضطربين نفسيا واجتماعيا وسلوكيا وثقافيا. هدفنا هو تأهيل وعلاج الفرد للوصول الى الضوء الذي يوجد بداخل الانسان، للوصول الى التنمية الشاملة للمجتمع. لنكون من بين الدين تكلم عنهم رسولنا الكريم في الحديث فقال «رأيت أناسا يمشون على الصراط كالبرق الخاطف، ما هم بالأنبياء، ما هم بالصديقين، ما هم بالشهداء، إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس" اللهم اجعلنا من الدين يتشرفون بقضاء حوائج الناس اللهم امين يا رب العالمين.
طموحنا كبير، وهدفنا نبيل، وروحنا طاهرة. ادا يدا في يد لتمرير الطاقة يدا في يد للوصول الى الحرية يدا في يد للوصول الى الكنز يدا في يد للوصول الى الحلم يدا في يد للوصول الى النور.



ايها الحضور الكريم اريد ان افتتح هدا الحفل ((حفل التخرج وحفل الافتتاح)) ((لجمعية اجنحة الحلم للتنمية البشرية عن طريق الفنون برعاية معهد دراما بلا حدود الدولي)) بقولة العزيزة الغالية على قلوبنا الدكتورة دلال مقاري باوش والتي تقول دائما ((كل من يعمل فهو على حق)) ادن لنبدأ العمل.



شكرا للجميع
كلمة السيد (محمد الصلالي) رئيس جمعية اجنحة الحلم

الاثنين، 13 فبراير 2017

السايكودراما والطفولة



{السيكو دراما وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى التلاميذ دوي صعوبات التعلم}{السيكو دراما والعنف في المدارس}

مدخل عام "

تعد مرحلة الطفولة من أكثر مراحل الحياة أهمية لما لها من تأثير بارز في بنـاء قـدرات الإنـسان وإكسابه أنماط السلوك المختلفة وتكوين شخصيته، وهذا ما أكد عليه الكثير من علماء النفس والتربية. فالطفولة هي الغد والأمل ولذلك فإن مستقبل أي مجتمع يتوقف إلى حد كبير على مدى اهتمامه بالأطفـال ورعايتهم والاهتمام بالإمكانيات التي تتيح لهم حياة سعيدة ونمواً سليماً، من هنا أصـبح الاهتمـام بالطفـل هدف تسعى إليه جميع المجتمعات لتحقيقه نظراً لأن الطفل هو مستقبل أي أمة وعليـه يتحـدد مـستقبلها ولا شك أن الاهتمام بالأطفال ذوي المشكلات والاضطرابات السلوكية المختلفة قد أخذ في الآونة الأخيـرة اهتماماً ملحوظا.

المحور الأول: السيكو دراما وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى التلاميذ دوي صعوبات التعلم

تحقق مهارات التواصل الإجتماعي للفرد وعياً بذاته وبالآخرين من حوله، إذ يندمج الفرد في الحياة الإجتماعية، الأمر الذي يساعد على التأثير في المجتمع والتأثر به، حيث يتبادل الفرد مع أفراد المجتمع الأفكار والمشاعر والإتجاهات بدرجةٍ تؤدي إلى الفهم العميق المتبادل، بما ينعكس على شخصيته وصحته النفسية.

ولهذا السبب يحمل التواصل في ثناياه ما يتمتع به الفرد من إيجابيةٍ تجاه ذاته وتجاه الآخرين، وما يتمتع به من سوية بصفة عامة، وعندما يفتقد الشخص معظم تلك المهارات، يتعذر عليه أن يحيا نفسياً واجتماعياً بشكل سليم، إذ يصعب عليه التواصل مع أفراد مجتمعه، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية متعددة، وقد تكون خطيرة.

وإن كان الحال هكذا بالنسبة للإنسان العادي، فإنه سيكون أكثر سوءًا بالنسبة لمن لديه صعوبات في التعلم، حيث يلاحظ عند من لديهم صعوبات التعلم قصور واضحٍ في التعبير عن أفكارهم (لفظاً وإشارةً)، كما أنهم يفتقدون إلى مهارات الإستئذان والإعتذار والمبادأة ولا يلقون التحية، ويشعرون بالنبذ والرفض والإهمال، ومن ثم فهم يفتقدون إلى مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.

ومما لا شك فيه أن تعطُل أو قصور مهارات التواصل الاجتماعي لدى الفرد نذيرُ خطرٍ على نموه النفسي والإجتماعي والتعليمي، وحين يفتقد الطالب ذو صعوبة التعلم إلى واحدةٍ أو أكثر من مهارات التواصل، فإنه لا يستطيع على المستوى الإستقبالي أن يفهم الرسائل الواردة إليه، كما أنه لا يستطيع على المستوى التعبيري أن يعبر جيداً عن رسائله للآخرين.

لذلك كانت السيكو دراما سبيلاً تتخذه هذه الدراسة لتنمية مهارات التواصل الإجتماعي لدى ذوي صعوبات التعلم لما تُسهم به من توعية الفرد بذاته وبتصرفاته، وبالآخرين وبتصرفاتهم، وبما تقدمٌه من خبراتٍ تواصليةٍ وصولاً إلى فهم أعمق للتفاعلات الإجتماعية، حيث تعرض السيكو دراما أنواعاً عديدةً من خبرات التواصل بنوعيه اللفظي وغير اللفظي، عبر الحركة «الفعل» والمحادثة.

تعد إعاقات اللغة والتواصل من أكثر أشكال الإعاقة انتشاراً بين الأطفال عامة، وذوي صعوبات التعلم خاصة، ويتسبب القصور في مهارات التواصل الإجتماعي بالعديد من المعوقات لدى ذوي صعوبات التعلم، إذ يعوقهم ذلك القصور عن القيام بمهام الحياة اليومية، ومن إقامة علاقات تفاعلٍ اجتماعي مع الآخرين. فيميلون إلى التجنب، ويشعرون بالرفض والنبذ من الآخرين، ويتعرضون للسخرية، ولأن السيكو دراما تحققُ للفرد استبصاراً بنفسه وبالواقع من حوله، وتساعده على إقامة علاقاتٍ حيويةٍ مع المحيطين به كانت هذه الدراسة بغرض استكشاف فاعلية برنامج قائم على السيكو دراما في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي.

وهنا نتساءل عن مدى فاعلية استخدام السيكو دراما في تنمية مهارات التواصل الإجتماعي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، حيث هدفت الدراسة إلى تبيين مدى فاعلية استخدام برنامج قائم على السيكو دراما لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى عينةٍ من الطلاب ذوي صعوبات التعلم، وكذلك استمراريته إلى ما بعد فترة المتابعة.

وتنبثق أهمية ذلك من خلال تصميم برنامج قائم على السيكو دراما يساعد على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى ذوي صعوبات التعلم، بينما تمثلت الأهمية التطبيقية في التحقق الإجرائي من مدى فاعلية هذا البرنامج.


والسيكو دراما: الدراما النفسية هي شكلٌ من الأداء الإرتجالي (غير المتكلف) لدورٍ أو عدة أدوارٍ، يرسمها المعالج، ويؤديها الشخص تحت إشرافه، وذلك بهدف الكشف عن طبيعة بعض العلاقات الإجتماعية، وتعميق الوعي نحوها من جانب المريض.


أما مهارات التواصل الإجتماعي: فهي مجمٌوعة من السلوكيات اللفظية، وغير اللفظية المٌتعلّمة، والتي تحقق قدراً من التفاعل الإيجابي مع البيئة الإجتماعية، سواء في محيط الأسرة، أو المدرسة، أو الأقران، أو المجتمع.

أما التلاميذ ذوو صعوبات التعلم: فهم مجموعة من الطلاب الذين يتمتعون بقدرةٍ عقليةٍ متوسطةٍ أو فوق المتوسطة، وينخفض مستوى تحصيلهم الفعلي عن المتوقع منهم، لأن صعوبات تواجههم في بعض عمليات التعلم كالقراءة والحساب، أو الإدراك، ويُسْتبْعد منهم المعوقون جسمياً وذهنياً، وذوو الاضطرابات النفسيةٍ الشديدة.

وتتعدد وتختلف أساليب الإرشاد والعلاج الجماعي باختلاف المشكلات والأدوار الملقاة على عـاتق كلاً من المرشد والمسترشد. وتعتبر السيكو دراما أو التمثيل النفسي المسرحي أو الدراما النفسية وهناك من يطلق عليها الإرشاد الجماعي التمثيلي من أشهر أساليب وأهم تقنيات الإرشاد والعـلاج الجماعي التي تعتمد على التصوير التمثيلي المسرحي لمشكلات نفسية أو سلوكية أو اجتماعيـة أو حتـى لمواقف حياتية. وتتلخص فكرة السيكو دراما بقيام المسترشد في شكل تعبيري حر وفي ظل جماعة إرشادية تسودها أجـواء الأمن والطمأنينة بإعادة تمثيل مشكلاته السلوكية أو النفسية أو الاجتماعيـة أمـام المرشـد والمجموعـة الإرشادية مما يتيح له من خلال هذا الأداء التمثيلي فرصة التنفيس الانفعـالي عـن مـشاعره وانفعالاتـه والتوترات المختلفة ذات الصلة بالمشكلة، وكذلك فرصة الاستبصار الذاتي، والتقمص والمحاكاة من أجـل إحداث تغيير السلوك الإنساني الغير سوي وتعديلها إعادة تشكيله وكذلك من أجل تحقيق التوافق النفسي.

وألخص مفهوم صعوبات التعلم في هده الخطاطة التالية:

المحور الثاني: السيكو دراما والعنف في المدارس

إن الأساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظهر بالملموس عدم نجاعتها وانعكاس ذلك على مستوى التلاميذ، وجه اهتمامهم إلى وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات وإنترنت وتطبيقات الجوال وغيرها، وهو ما جعلهم يتابعون مظاهر عنف وانحلال أخلاقي من مجتمعات أخرى، وحتى أنواع من ضروب التزمت والتطرف والانغلاق، مما نتج عنه هذا التصادم ورفض الواقع المدرسي وحتى الاجتماعي الذي يعيشون داخله، ويبدون نوعا من التطاول على الجميع، وصل حد العنف. وهذه الصورة التي لا يخلو منها أي معهد تقريبا، قد غزاها أيضا مظهر انسلاخ الوسط العائلي أي الأولياء من متابعة أبنائهم في حياتهم المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق وإنّ العنف ظاهرة متفرعة الأسباب متنوعة المظاهر ومن أبرز أشكال العنف مع الذات بالميل لصروف الانحراف (التدخين والمخدرات).

... ). -العنف تجاه الآخر (تلميذ، مدرس

-العنف تجاه المحيط و التجهيزات (كتابة على الجدران و الطاولات، تكسير الطاولات و الكراسي و السبورات و دورات المياه...).

وهناك عدة أسباب مولدة للعنف المدرسي:

الأسرة:

تقلص دور الأسرة التأطيري في ظل عمل الأبوين والالتجاء إلى المحاضن

التفكك الأسري الناجم عن الطلاق.

عدم إشباع الأسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها الاقتصادي.

المجتمع:

الفقر والحرمان في بعض الجهات والأحياء.

جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة، فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأب أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة، وحسب النظرية النفسية-الاجتماعية، فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً مسموحاً ومتفقاً عليه.

النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا… هذه المقارنة التحقيرية والدونية تولد سلوكا عنيفا وإحباطا.

مناخ اجتماعي يتسم بغياب العدالة الاجتماعية.

عدم وضوح الرؤية للمستقبل.

كثرة البطالة وخاصة بطالة أصحاب الشواهد وانسداد الأفق.

غياب السياسات الاجتماعية الناجعة في الجهات والأحياء المهمشة، كذلك التخطيط الفعال

عدم وجود سياسات منظمة لأوقات الفراغ وطرح الأنشطة الترفيهية البديلة

ضعف وسائل الإرشاد والتوجيه الاجتماعي.

فالمستوى السوسيو-اقتصادي لبعض الأسر الفقيرة يجعل التلميذ يشعر بالنقص والحرمان بين أقرانه، وهذا يدفعه إلى الإحساس بالكراهية والحقد تجاه الآخر الذي هو أحسن منه حالا، ويولد تصرفات غريبة تسوقه إلى اقتراف بعض الممارسات العنيفة.

الثقافة:

عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب ونوادي الأطفال لغياب البرمجة الثرية والتجهيزات العصرية.

كما يجب الإقرار بدور وسائل الإعلام والاتصال، لما لها من تأثير في تهذيب السلوك والبرمجة الهادفة وذلك بالتوفيق بين التسلية والتهذيب والإفادة والابتعاد عن تبليد الذوق وتمييعه تسويق تجارة العنف في بعض الأعمال الدرامية والألعاب الترفيهية وفي الحوارات السياسية.

المدرسة:

قلة التنشيط الثقافي والرياضي.

عدم توافر الأنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميولات.

ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتطورات المتسارعة التي تعرفها تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة، فاعتماد بعض الأساليب التلقينية التقليدية التي مازالت تعرفها المدرسة والتي لها دور سلبي على تكوين وتربية هذا الجيل يولد بدوره ممارسات لا أخلاقية تتسم بالعنف.

اعتماد بعض المواد على الإلقاء وغياب الديناميكية والتي يلجأ فيها التلميذ إلى التشويش

طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم الاختباري عبر المواد وتهمل التعديل السلوكي

والتركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده.

تغير مفهوم النجاح: النجاح في الدراسة لم يعد وسيلة للنجاح في الحياة.

كثرة التغيب عن الدروس.

غياب الحصص الحوارية وكثافة حصص الإفهام.

اختلال التوازن بين التعليم والتربية.

زوال القدوة التعليمية: المتغيرات الاقتصادية التي يواجهها كل من الطالب والمدرس، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي أفقدت المعلم هيبته وأصبح أداة في يد الطالب وولي الأمر، ما أثر على صورته لدى الطالب وأدى إلى انهيار نموذجه كقدوة.

الاختلال بين التعليم والتربية:هل نحن نعلّم أكثر مما نربّي؟

لقد حافظت وزارة التربية منذ إحداثها على مصطلح التربية إيمانا منها بالتوجه التربوي للتعليم: فنحن نعلم لنربي ونعلم للحياة وللنهوض بالفرد وتطوير نمط عيشه وطريقة تعامله مع الأشياء.

فالتربية هي الرهان الاستراتيجي للعملية التعليمية، ولكن مع هذا يجب الإقرار بوجود فراغ وهوة بين دور التعليم وهدفه التربوي. ولا يجب في هذا الباب الانتقاص من دور المؤسسة التربوية التي مازالت إلى اليوم تقوم بدور فعال في تربية وتنشئة الأجيال، لكن هذه المؤسسة لا تستطيع لوحدها تحمل العبء كله، في ظل تطور العوامل المساهمة في التربية وخاصة ظاهرة استقالة الأولياء والتأثر بالمظاهر السلبية التي تقدمها وسائل الاتصال، وبروز أشكال جديدة من الانحراف السلوكي كالمخدرات والإرهاب والعنف … بل يجب أن تسند لمنظمات المجتمع المدني دور المدرسة كذلك. هذا إضافة إلى البحث عن طريقة أكثر نجاعة لتفعيل دور خلايا العمل الاجتماعي ومكاتب الإصغاء والحوار مع التلاميذ والأولياء وتعزيز مفهوم المرافقة المدرسية، وبين هذا وذاك، يجب الإقرار بحتمية تطوير الحياة المدرسية والنشاط الثقافي.

ومن بين العناصر التي ساهمت في ظاهرة العنف كذلك:

غياب العمل الميداني في مجال دراسة العنف، والمرتكز على العمل الإحصائي والاستقصائي والمحدّد لمواطن تفشيها المكانية والزمانية

فراغ الزمن الخارجي للتلاميذ... وتفشي ظاهرة تواجد بعض الفضاءات من مقاهي وغيرها، تبث السموم بما تعرضه من مادة… (مقهى). وتجمع التلاميذ أمام المعاهد في فترات ما بين الدروس، واندساس بعض الغرباء بينهم، وكذلك الفراغ الحاصل في استغلال هذا الزمن الخارجي وبعث روافد تربوية وثقافية من طرف السلط قرب المؤسسات التربوية، جميعها عوامل لظهور مثل هذه المظاهر من العنف والسلوكيات الغريبة في الوسط التعليمي. فالمدرسة ليست مصدرا للعنف، لكنها انعكاس للعنف في المجتمع وهو العنف الذي يبدأ من “الأسرة التي يلجأ أفرادها مباشرة إلى العنف كحل لأي خلافات تحدث داخل هذا المكون الاجتماعي.

– عدم نجاعة الطرق التي تلجأ إليها المدرسة لمواجهة العنف عبر اكتفائها بالإجراءات التأديبية، وفي بعض الأحيان رفعها إلى العدالة، إذ لا بدّ من بحث معمق للمشكلة بإيجاد آليات لمرافقة هؤلاء الأطفال و المراهقين، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية داخل أسرهم، وهي المشاكل التي تؤثر عليهم أثناء وجودهم في المؤسسات التربوية.

ثلاثة أرباع التلاميذ المتورطين في السلوكيات المنحرفة هم من الراسبين، وثلثيهم ممن تكون نتائجهم خلال العام الدراسي ضعيفة.

ظاهرة الغياب:

من بين أهم الأسباب المؤدية للعنف والانحراف في محيط المدارس، تعمد صنف من التلاميذ التغيب عن الحصص الدراسية وغيابات بعض الأساتذة لظروف صحية في الغالب. هذا بالإضافة إلى كثرة ظاهرة المدرس البديل وعدم خبرته في طريقة التعامل مع التلاميذ وذلك رغم مستواهم العلمي المرموق.
وتتسبب ظاهرة الغياب والتغيب في صفوف أطر التدريس بمختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في ضياع ما يقارب 2.200.000 يوم عمل.

واستهدفت هذه الحالات بشكل خاص الإطار التربوي، فضلا عن العنف المتبادل بين التلاميذ والمترتب عنه أضرار بالتجهيزات المدرسية.

العنف اللفظي:

وهو في مجمله عنف لغوي، فيه خروج عن النواميس ولغة الاستعمال العادية، وينقسم إلى صنف فيه سباب بإيحاءات جنسية وصنف فيه سباب ديني. وهذه ظواهر فسرها علم الاجتماع بفقدان الوازع الاجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل تغير صورة القدوة، وفسرها علم النفس بالكبت.
العنف غير اللفظي:

وذلك بتحقير الآخرين والاستهزاء بهم والسخرية منهم والإهمال والتفرقة والتمييز

ومنه أيضا العنف الحركي من خلال القيام بحركات غير لائقة.

التخويف والميل للمجموعات العنيفة.

أحيانا يكون العنف من بعض أفراد الأسرة التربوية. (الاستهزاء بضعف التلميذ. اعتماد مقارنة السخرية. التهديد بالرسوب إشعار الطالب بالفشل الدائم).

الإهانة، الإذلال، السخرية من التلميذ أمام الرفاق، نعته بصفات مؤذية.

تشتت الانتباه والحقد على المدرسة والمدرس.

بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي، ألا وهو العنف السياسي والعقائدي والايديولوجي الذي بدأ يتفاقم في الآونة الاخيرة.

العنف المجسد:

يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية، يقترفه التلاميذ على جدران المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلفة كتبهم وكراريسهم. وهي وسائل موجهة إما لزملائهم ممن يعتبرون «أعداء» لهم أو لأساتذتهم ومعلميهم، وعادة ما تتضمن هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى «الانتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التلاميذ والأساتذة، ومع انتشار أنواع قوارير الطلاء المعدة للكتابة والرسم على الجدران، تفتقت قريحة التلاميذ لتحويل جدران المدارس إلى ساحة مواجهات فيما بينهم.

العنف المنظّم:

هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التلاميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما يتزعمها تلميذ يتميز بنزعة عدوانية، وتقوم هذه العصابات بترويع بقية التلاميذ وابتزازهم وإجبارهم على دفع بعض الأموال والتنازل عن ملابسهم الباهظة الثمن، والاستيلاء على هواتفهم الجوالة، وسلبهم الأشياء الثمينة كالساعات وأجهزة الحاسوب. وعادة ما تتعامل هذه العصابات المنظمة مع أشخاص من خارج المحيط المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية لزيادة الضغط على زملائهم من بقية التلاميذ للإذعان إلى طلباتهم.

العنف الجنسي:

لقد تداخلت العلاقات بين التلاميذ داخل الفضاء المدرسي إلى درجة مواصلة التعايش فيما بينهم خارج الإطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات الألعاب والمقاهي والفضاءات العامة والملاعب. ونظرا لطبيعة المرحلة العمرية، ولَّد هذا التعايش سلوكيات جديدة أدت في الكثير من الأحيان إلى مآسي اجتماعية كالاغتصاب والحمل وهو ما يعتبره علماء النفس والاجتماع نوعا جديدا من العنف المدرسي صنفوه بالعنف الجنسي. وقد أخد هذا النوع من العنف أشكالا متعددة كالتلفظ البذيء والملامسة والاعتداء على أماكن حساسة في الجسد وحتى التقبيل بالإكراه (التحرش الجنسي)، وبإمكان هذا النوع أن يتطور إلى الاغتصاب في بعض الحالات.
العنف الاتصالي:

إن انتشار وسائل الاتصال بين التلاميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمولة، وانخراط الآلاف منهم في فضاءات التواصل الاجتماعي، ساهم في ظهور نوع جديد من العنف أصبح متداولا بكثرة فيما بينهم، كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوالة أو إنشاء صفحات على شبكات «الفيس بوك» للتحريض على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب.

العنف الرياضي:

لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات، وظاهرة العنف في الملاعب الرياضية في انتشار نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التلاميذ من مشجعي الفرق الرياضية، والذين حوَّلوا الفضاء المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا عن فرقهم الرياضية، مما أدى في العديد من الأحيان إلى حالة من الفوضى جعلت أعوان الأمن يتدخلون لتفريق المتسببين في تلك الأحداث.

العنف تجاه الذات:

ويظهر في الميل إلى العزلة والاكتئاب المفرط وإحساس صاحبه بأنه منبوذ، وأحيانا يبلغ التطرف مع الذات إلى حد الانتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى. وهذا بسبب ضعف التأطير وغياب ثقافة الحوار واعتبار النجاح في الحياة أهم من النجاح في الدراسة

وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة الانتحار في الوسط المدرس.

ولكل هده المشاكل هناك حلول تتجلى في:
- تشكيل مسرح مدرسي في جميع المدارس وتفعيله ليناقش من خلاله مشكلات الطلبة المختلفة. 
- عقد الندوات والمحاضرات للمعلمين والآباء حول المشكلات السلوكية في المراحل العمرية المختلفة.
- تأهيل المرشدين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وجميع العاملين في الحقلين النفـسي والتربـوي حول استخدام السيكودراما كطريقة علاجية وإرشادية جماعية.
- تصميم برامج إرشادية علاجية في السيكودراما بهدف مواجهة مشكلات أخرى.
- الاستفادة من وسائل الإعلام في زيادة وعي المجتمع بالمشكلات السلوكية التي يعاني منها الطلبة فـي كافة المراحل، وكذلك بالأساليب الوقائية والإرشادية المناسبة لمواجهتها.
- إشراك الطلبة المشكلين في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفتية والثقافية بالمدرسة، حيث أنها تعمل على توظيف طاقاتهم وقدراتهم واستثمارها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
- تفعيل دور الإرشاد النفسي الاجتماعي في المدارس بحيث يكون مرشد نفسي اجتماعي واحد على الأقل لكل مدرسة ليساهم في مساعدة الطلاب في التخلص من مشكلات السلوكية.
- استخدام الإرشاد والعلاج الجماعي (السيكودراما، القصة، المناقشة، الألعاب) فـي العيـادات النفـسية والمدارس والمراكز ذات الصلة السلوكية.

اعداد : ياسر كروج

اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش

















السايكودراما والطفولة

الأربعاء، 8 فبراير 2017

"السيكودراما في تأهيل و إدماج السجناء (ذكور وإناث)"




أولا كتعريف شامل يتكون مصطلح السيكودراما من كلمتين هما النفس psycho ودراما drama ومعناها السلوك والتمثيل فالسيكودراما كلمة مركبة تعني الدراما النفسية وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية وعلى استخدام المسرح كنوع من أنواع العلاج النفسي. كما أن العلماء في العصر الحاضر يركزون على العلاج بالدراما مستخدمين تقنيات علم النفس العلاجية والتمثيل الحركي و العاطفي للمواقف والأدوار التي يقومون بها. السيكودراما هي الطريقة النشطة للوصول إلى أعماق النفس،وأسلوب العلاج بها هو شكل حي من أشكال استكشاف النفس وأغراضها، يقوم على أسس نفسية وعلاجية إرشادية بالدرجة الأولى

. -أول من استخدم هذه التسمية هو جي ال مورينو j.l.Morenoo في ڤيينا حيث يتم استخدام التكنيكات الدرامية والتي يقوم فيها العميل بتمثيل أدوار، قد تتعلق بالماضي أو بالحاضر أو مواقف حياتية مستقبلية متوقعة، في محاولة للحصول على فهم أكثر عمقا (استبصار) وتحقيق التفريغ الإنفعالي الحالي أو الموقفية للفرد (التنفيس) ، وقد عرف مورينو السيكودراما على أساس أنها "السيكودراما تعني التفسير العلمي للحقائق من خلال طرائق وأساليب وجدانية تمثيلية. وقد تعددت تعريفات السيكودراما تبعا للفترة الزمنية التي يستخدمها المعالجين النفسيين وتعتبر السيكودراما كأسلوب علاجي فريد يمكن أن نرى من خلالها الآخر في الكائن الإنساني. ويعتقد مورينو في تفوت القيمة العلاجية لتمثيل مشكلات الفرد إذا ماقورنت بالتحدث فقط عن هذه المشكلات. فتقنيات مورينو تشجع التفاعل الشخصي والمواجهة والتعبير عن المشاعر في اللحظة الحالية واختبار الواقع. هذه المواجهة تحدث في سياق السيكودراما مما يتمخض عنه تطويق لنماذج دفاعية مألوفة بصرف النظر عما إذا كان هذا الدور الذي يتم تمثيله يرتبط بحدث في الماضي أو يكون قد وقع منذ أيام معدودة أو بحدث يتوقع إن يتم حدوثه في المستقبل، فهي طريقة علاجية تقوم على حوار تلقائي متصاعد بين الفرد ذاته والآخرين يكشف ويعرف الفرد نفسه بالواقع التي قد تسهم في تقوية مواقفه وتساعده على تخيل الحاضر أو المستقبل بأسلوب شيق وطريقة هادفة لحل المشكلات التي تواجه الفرد وهذا هو هدف العلاج بالسايكودراما وهدف كل علاج .

من جهة أساليب وتقنيات العلاج النفسي..، فيما يخص المكان المنتقى هو السجن لأنه يعتبر مؤسسة وفضاء لاستخدام السيكودراما أما الفئة المستهدفة هم السجناء والسجينات..، النوع المناسب لهذا الفضاء هي السيكودراما النفسية ويتكون فضاء السجن من عدة أقسام سجنية والتي من خلالها ينقسم السجناء إلى سجناء إيداريين، سجناء مدنيين، سجناء سياسيين...، يطبق الأسلوب العلاجي بالسيكودراما في العديد من المشاكل أو الإضطرابات المتصلة بالمشاعر و الأحاسيس في مختلف المجالات بوصفها إحدى طرق العلاج النفسي،.

- الدراما النفسية في المقام الأول تعلم الفرد كيف يحل مشاكله التي ترتبط بالمشاعر وخاصة تلك المكبوتة

- تستخدم في تنمية سلوك الفرد من التقبل والتكيف والتواصل مع الآخرين

- السيكودراما تعمق استبصار الإنسان بذاته حيث تساعده على استجابات أكثر توقفا

- -تنمية مهارات النقاش والتخيل والتغيير عند الفرد (وهي أمور هامة للصحة النفسية لأي شخص منا

- تساهم في ثقافة الشخص فهي مزيج من علم النفس والدراما أحد فنون التمثيل وإذا كانت النقاط السابقة تقدم الجانب النفعي الملموس من السيكودراما، فهي تعكس في الوقت ذاته النظريات التي تسعى لتطبيقها في مجال النفس البشرية.

نظرة عامة حول فضاء السجن وطبيعته وطبيعة السجناء وصفت عدد من مديرات سجون النساء تكيف السجينان مع أجواء السجن عند دخولهن لأول مرة بالمتفاوت وأوضحن في حديث أن بعض السجينان للتبديد أي موقف وتتصف بالهدوء والتكتم على مشاعرها في حين أن بعضا منهن تعلن تدمرها وأخريات يشعرن بعدم ارتكابهن أي ذنب، وأضافت مديرات السجون النسائية أن بعضا من السجينات تتملكهن مشاعر الخوف من ردة فعل المجتمع تجاه دخولهن السجن. وقالت إحدى المدبرات بأن السجن مكان طبيعي جداً تتوفر فيه كافة المقومات الحياتية والاختلاف به يكمن في مسألة الإنعزال عن المجتمع الخارجي الذي كانت تعيش فيه، وأشارت إلى تفاوت مواقف السجينات بين الهدوء والتذمر وغيره، لافتة إلى أن المختصات الإجتماعيات يقمن بآمتصاص المشاعر السلبية التي تنتاب السجينة عند دخولها السجن مع تبسيط الوضع لهم، فيما أشارت المديرة على أن بعض السجينات يرغبن في تواجدهن بالسجن حتى يكون ذلك وسيلة لعقاب أهلها وذويها كما أن هنالك سجينات يجدن أن السجن راحة لهن..، كما أضافت مديرة سجن بالدمام دينا الدوسري إن السجينة تحتاج إلى فترة لتقبل واقع الحياة في السجن والتكيف معه من أسبوع إلى أسبوعين أو إلى شهر حتى تستسلم للأمر الواقع بمساعدة مستويات السجن من خلال تهدئة السجينة وبث الطمأنينة في نفسها كما أكدت مديرة سجن النساء في جدة فوزية عباس أنها والموظفات في السجن لا يتعاملن داخله مع السجينات على أساس سجينة بل بالعمل في جو أخوي.

. بالنسبة للسجناء الذكور فقد أكد الأستاذ المساعد للإرشاد والصحة النفسية بكلية الملك خالد العسكري على حاجة المساجين والمودعين بالمؤسسات الإصلاحية لإيجاد العديد من الحلول لمشكلات المودعين بالسجون وأسرهم..، كما أوضح أن ذلك يهدف إلى إيجاد شخصية تتمتع بالنضج النفسي والشخصي و الاجتماعي والإحساس بالذات النافعة للمجتمع مما يساعد السجين على تقبل الذات وفهم الهوية الإجتماعية التى تساعد على تأهيل السجين وتربيته تربية نفسية شخصية تعكس صورة الشخصية الإسلامية.، كما أكد مدير المشاريع للإسكان الخيري المهندس سعد الفوزان في مشروعه "الفراغ المكاني للسجن وأثره على السجين" بفكرة الفضاء الداخلي للدار (السجن) وتلبيتها للإحتياج الإيماني، الإجتماعي،والنفسي، والمناخي، والإقتصادي ،والأمني والصحي...، من خلال تناوله للعلاقة بين الفراغ المكاني والسلوك الإنساني مضيفا إلى ذلك

معايير تصميمية لمكونات الدار من خلال مبنى المهاجع والمتطلبات الفراغية ،ومبنى الإدارة، ومبنى المدرسة، والمسجد ، والترفيه الداخلي والخارجي ، مبنى التحقيق والمحاكمة ومباني الخدمات والخدمات الصحية ، والفصول التدريبية والورش وصالة الطعام والمطبخ، والأسوار، والمدخل ومعايير تصميمية أخرى، إضافة إلى دور المعايير التصميمية في منع الجريمة داخل الدار.

أما بالنسبة للطريقة والتقنيات والأساليب المثلى والصحيحة التي يمكن استخدامها في هذه الحالة مع السجناء والسجينات كالمسرح خاصة خيال الظل؛ البوح خارج الستار وأكثر داخل الستار وكذى تقنية الكولاج التى بإمكان السجين أن يعبر عن حالته النفسية من خلال مجموعة من الملصقات من آختياره

... -ومن خلال هذا البحث أستنتج أن السجن هو مؤسسة اجتماعية محضة يمكن من خلالها إعادة إدماج وتأهيل السجين في المجتمع بشكل فعال وإيجابي للعديد من الدراسات لتقويم عمله والرفع من مستوى خدماته .



اعداد : لبنى السايح


اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش





"السيكودراما في تأهيل و إدماج السجناء (ذكور وإناث)"

الخميس، 2 فبراير 2017

"السايكودراما في إنعاش فضاء اليتيم والمتخلى عنهم".


تعد الطفولة مرحلة أساسية في حياة الإنسان إذ من خلالها تشكل شخصية الطفل بأبعادها المعرفية والانفعالية والسلوكية وفيها يتم زرع البذور الأولى لنمو قدراته ومواهبه وتحرير اتجاهاته وميولاته وثقافته، وقد حظيت هذه المرحلة بإهتمام بالغ من قبل علماء النفس بإعتبار الطفل عنصر أساسي لتقدم المجتمع.

كما أن للأسرة دور فعال في تنشئة الطفل ورعايته لأنها الخلية الأولى التي يتربى فيها ويحظى بالحب والأمان لكن في بعض الأحيان تشاء الأقدار إلى أن يعيش الطفل بلا أسرة وبلا إستقرار روحي بسبب التصرف الصبياني لبعض الشباب والمراهقين الذين يقومون بعلاقات غير شرعية خارج إطار الزواج ويقع حمل ويأخذ الأمر حلا غير منطقي في التخلي عن الطفل بذريعة الإختباء والإبتعاد عن الفضيحة أو في بعض الأحيان التخلي عن الطفل لأسباب إقتصادية وإجتماعية أو بسبب الطلاق أو أن يكون الطفل يتيم الأبوين فتأخذ الحياة مجرى آخر في حياة الطفل وهي مؤسسات الرعاية الإجتماعية التي تتكفل بهؤلاء المتخلى عنهم واليتامى.

فالمؤسسات التي تتكفل بهؤلاء الأطفال لا تتعرض لأية مراقبة أو مصاحبة بل غالبا ما يتخذ الموضوع طابعا بيروقراطيا صرفا والجمعيات ذات المنفعة العامة التي ذكرها المشرع يفتقد جلها لأطر كفأة وموارد مالية قادرة على تلبية إحتياجات هذه الطفولة المظلومة ولعل الدولة قد تملصت من مسؤوليتها اتجاه هؤلاء الأطفال واتكلت على الجمعيات تتخبط تحت مشاكل مادية و لوجيستيكية وأغلب المشتغلين بها لا يملكون كفايات وكفاءات في مجال الطفولة المتخلى عنهم واليتامى التي تتميز بخصائص سيكولوجية مختلفة تجعلها عرضة لعدة عقد نفسية وإجتماعية إذ ما أسيئ التعامل معها.

إن المجتمع أمام هذا الوضع لا يمكن أن يضيع عليه طاقات يمكن أن تكون هامة قد تساهم إن أعطيت لها الفرصة في تقدمه وازدهاره ورخائه ، وبالتالي بات من الملح البحث عن برامج إدماجية تساعد هذه الشريحة الإجتماعية الهامة على الإندماج في بيئتها والعيش في ظل جو من التكافل الإجتماعي مع أفراد المجتمع إنطلاقا من مقاربة شاملة تتجاوز مفاهيم الشفقة والصدقة والإحسان إلى نوع من التضامن والإخاء الإجتماعي الذي ينبني على مفهوم أوسع لثقافة المواطنة بما تحمله من قيم العدالة الإجتماعية وما يترتب عنها من مساواة في الحقوق والواجبات ومن الممكن التخفيف من معانات هؤلاء الأطفال بإجراءات بسيطة من قبل تسجيل وملاحظة أدق المعطيات والعلامات التي توجد على الطفل أثناء إكتشافه لأول مرة لأنها ستكون ثمينة في المستقبل بدون شكل وربما عند الحفاظ على هذه الحيثيات نكون قد ساهمنا في إنقاذ كرامة إنسان شاءت له الأقدار أن يحيا بلا هوية بيولوجية وحتى إذا ما صحا ضمير أبويه لاحقا، فستكون لكل معلومة تافهة في نظرنا قيمتها في رحلة البحث عن الأصل البيولوجي في مجتمع لا يرحم من إنتزاع هذا الحق.

إن كل هذا الحيف والظلم المجتمعي الذي يمارس عليه يؤثر سلبا على وجوده الاجتماعي وكينه السيكولوجي مما يفقده الثقة في نفسه وفي الآخرين على السواء، ويجعل شخصيته مهزوزة وضعيفة تحول دون نسجه لعلاقات عادية مع الأفراد وبالتالي عدم القدرة على تحقيق إندماج اجتماعي طبيعي ليتولد، لديه مشاعر من الإحباط الإجتماعي والإنكسار النفسي تجعله غير قادر على الانصهار في مسار تنمية وخدمة المجتمع الذي لا يمثل عنده سوى مجموعة قاهرة ترمقه بنضرة ممزوجة بالإحتقار والنفور.

و إنطلاقا من هذه الإكراهات التي يتخبط فيها الأطفال المتخلى عنهم واليتامى ومن خلال تجربتي في مركز الرعاية الإجتماعية التي سبق لي أن أخذت فيها تداريب متعلقة بالأطفال المتخلى عنهم يمكن القول أن هذه الفئة تعيش وضعية صعبة و مزرية تترك في الإنسان العديد من الحلول الممكن إستعمالها، وتأتت لي الفرصة مع "معهد دراما بلا حدود الدولي " لتدريب المدربين في هذا المجال وهي" السيكودراما تقنيات في التأهيل والعلاج " من تأطير الدكتورة "دلال مقاري باوش" وورشة ثانية من تأطير نفس الدكتورة مع تطعيم الورشة بالدكتور "عبد الكريم عبد الجواد اللواتي" تحت عنوان "السيكودراما والمسرح " مما جعلني أحب و أحبد هذه المبادرة الإنسانية التي تبحث عن جوهر الذات وبعث الروح والأمل فيها من جديد و إعطائه نظرة أخرى للحياة من جديد ونفض الغبار عن الذات ، لأنني فعلا كنت إنسان آخر قبل هذه المبادرة الإنسانية والآن أصبحت إنسان آخر كله أمل وكله حيوية، وانطلاقا من تجربتي السابقة في العمل "كمساعد إجتماعي ومؤطر" في "مؤسسة الرعاية الإجتماعية" والورشة التي إستفدت منها مع "معهد دراما بلا حدود الدولي"، وإنطلاقا من الموضوع الذي بين أيدينا يمكننا أن نتساءل ونطرح السؤال أو الأسئلة التالية :ما معنى السايكودراما؟ وما هو دور السايكو دراما في إعادة تأهيل الأطفال المتخلى عنهم واليتامى؟وما هي الأدوات المطلوبة نظريا وعمليا في هذا الميدان؟ وماهي الأهذاف التي يهذف إليها البحث من خلال هذه الدراسة؟

إرتباطا بالموضوع فقد بدأ الطبيب النفسي الأمريكي من أصل نمساوي "جاكوب مارينو" منذ عام 1917 إستخدام السايكودراما كوسيلة لعلاج وإعادة الإتزان للأشخاص الذين يعانون من الصدمات أو مشاكل الطفولة أو خلل في الشخصية أسبابه غير معروفة أو خلل في التعامل مع المجتمع أو بعض الأفراد وحتى كراهية النفس، وتطور هذا الأسلوب العلاجي على مدى القرن الماضي في الولايات المتحدة و أوروبا بينما بدأت بعض الدول العربية إستخدامها متأخرة، كما تأسس معهد دراما بلا حدود الدولي في ألمانيا الذي يضم العديد من الدكاترة العرب الذين صبوا إهتمامهم في هذا المجال من أجل تطويره ونشره في الدول العربية وبعث الروح والأمل فيهم من جديد فالسايكودراما تعتمد، على التلقائية الدرامية حيث يطلب من الأشخاص أداء أدوار مسرحية دون إرتباط بكتابة سابقة أو تحديد للنص كما أنها تنتقل في الأزمنة لتستحضر مشهدا من الماضي أو تنتقل لجلبه من المستقبل أو تعاود طرح الحاضر بصيغة مغايرة.

ومن هنا يمكن القول أن للسايكودراما دور كبير في إعادة تأهيل الأطفال المتخلى عنهم واليتامى لأنهم غالبا ما نجدهم أطفال مضطربين نفسيا وغير متحمسين للحياة لأنهم يعتبرون أنفسهم غير موجودين أصلا في هذه الحياة ويعتبرون أنفسهم جسد بلا روح.

وبالتالي فالعمل بهذا المنهج في هذه المؤسسات الإجتماعية يمكن أن تتيح لللأطفال الفرصة للتعبير عن ما يخالج النفس و أن يفرغ كل المكبوتات المحصورة دائما في ذاته والتي غالبا ما يفجرها بطريقة إيجابية من أجل الخروج من العالم المظلم إلى عالم النور والبحث عن سر الذات وجوهرها من خلال التنفيس عن طريق التفريغ سواء بالبكاء أو بالكلمات أو بردود الفعل والتي تشعر الفرد بتضامن الآخرين معه، كذالك غرس الأمل فيه فاليتيم أو المتخلى عنه متواجد في جماعة و إحساسه بأن هناك مشاركين له في المشكلة يغرس الأمل بداخله وتتولد لديه الرغبة في التحول والتغير إلى الأفضل وذالك بالوصول إلى مخازن العقل وإزالة المشاعر غير المرغوب فيها إلى تجربة مرغوب فيها كما أنها تمكن النتخلى عنهم واليتامى من البوح بالكثير مما يكتمونه مما يخفف من حدة الإنفعالات و الآلام النفسية .

تعطي ثقافة عامة ممتازة

تحسن التكيف والقدرة على تكوين العلاقات الإجتماعية

تدعم الشعور بالإنتماء إلى مجموعة من الزملاء.

تعطي القدرة على التخيل وإخراج ما في العقل الباطن .

تتيح التداخل مع الآخرين للوصول إلى مرحلة التفاعل

تعطي القدرة على التخمين التي تعكس قدرة الشخص على التفكير الواعي لمشاعر خاطئة كان يؤمن بها. وتعد السايكودراما طريقة علاج حية نشطة وفعالة وذالك عن طريق التعامل مع الماضي أو مع المشكلات المتوقعةكما لو كان الصراع يحدث الأنس فالمشاعر الشديدة القوة يتم إخراجها على نحو نموذجي وقد صممت هذه العملية بحيث تكون خبرة إنفعالية سليمة وبعد حدوث مستوى كبير من الإستبصار.

كما أن تقنية السايكودراما تستلزم خمس وسائل عملية هي:

1) خشبة المسرح أي مساحة واسعة تسمح بالحركة وتحافظ على الخصوصية مع عدم الإحتياج لديكور أو ملابس خاصة.

2) المخرج (المعالج) الذي يخطط مشاهد المسرحية ويحدد لوحاتها ويشجع الممثلين على تشخيص الأدوار لتحريرهم من عقدهم ومخاوفهم.

3) الممثل الرئيسي البطل (الطفل) صاحب المشكلة الذي ينصب حوله العمل ويمثل دورا إرتجاليا بطريقة عفوية مع إختياره للنص يريد أن يؤديه على خشبة المسرح.

4) الممثلون المساعدون الذين يشاركون مع الممثل الرئيسي في أداء المسرحية وتشخيصها فنيا ونفسيا يختارهم البطل.

5) المشاهدون الذين يتابعون المسرحية وهم بالأساس أعضاء بنفس المجموعة العلاجية.

كما أن للعملية السيكودرامية مراحل :

مرحلة التهييئ

مرحلة التمثيل

مرحلة المناقشة

هذه المراحل تعطي للطفل المعالج الإستعداد الكامل من الناحية الحركية والنفسية والعقلية

ولتوصيف العمل نظريا وعمليا يمكن القيام بتمارين للذاكرة والتركيز وتلقائية التعبير

- رمي الكرة إلى الآخر مع إيجاد فعل مناسب ومغزى لكلمة بلا.

- تمارين الجسد والحركة، الطاقة المفعمة في الجسد كإستخراج الطاقة من البطن والتعرف عليها وتناقلها من شخص لآخر.

- استعمال تمارين الطاقة الخلفية عبر المساج بإستخدام الكرة الشوكية

- استعمال تمرين كل يصنع حكايته عبر فن الكولاج و إيجاد معادل لما في داخل الطفل المتخلى عنه أو اليتيم

- إستعمال تمرين تحفيز الموروتات الثقافية في البيئة المحلية عبر الموسيقى والغناء والحكاية الشعبية لإنعاش دور البيئة في إحتضان الأطفال المتخلى عنهم واليتامى.

- إستعمال تمارين التواصل

- إستعمال تمارين تمرير الكرة دون إيذاء الآخر أو دون سقوط الكرة في الأرض

- إستعمال تمارين للصوت عبر الغناء والتدرب على السلم الموسيقي

- إستعمال تمارين الحركة والصور

قراءة قصة قصيرة أو مقاطع شعرية بأشكال مختلفة وحالات متعددة تم ترديدكلمة نتبناها كصورة أو فعل

- إستعمال تمارين الإرتجال والخيال

إنهاء الدردشة

- إبداع قصة بشكل عفوي ما بين الحدث والمكان والزمان والغاية من تناولها مع مشاركة المتلقي في تعزيز وتغذية الفكرة والأحداث

- إستعمال تمرين التعبير عن الفقدان والحرمان والتعايش مع الصدمة عبر إستخدام عائلة الدمى و إختلال التوازن بعد الفقدان

- استعمال تمرين التنفيس و إستخراج الطاقة السلبية بإستخدام تقنية التعايش للتنفيس

- استعمال تمرين تذهير الذات و الآخر و المحيط

- تمارين العلاج بالحكاية :أن نروي حكايتنا الشخصية أو حكاية مرتجلة

- استعمال تمارين البحث عن مفهوم العائلة عبر معنى البيت ومن هي العائلة وهو تمرين لإفراغ التصورات حول مفهوم العائلة والتحريض على تقبل القدر في إختلال التوازن في البيت والعائلة استعمال تمارين البحث عن الذات بعد الصدمة والمواجهة مع الذات وكيف سأصل لأهذافي

- استعمال تمارين جماعية لتطوير العلاقة مع الآخر والإحساس بروح الجماعة وتكامل الطاقة عبر تمرير الطاقة من خلال الأيادي المتشابهة.
- إستعمال التعايش مع المكان و الإنتقال من المغلق إلى المفتوح وإيجاد علاقة مع المكان والمحيط كذالك الخروج إلى الطبيعة والتأمل فيها والغوص في الذات لتفريغ كل الطاقة السلبية من الداخل إلى الخارج .

إن كل هذه الوسائل والتقنيات ستجعل الأطفال المتخلى عنهم يحسون أنهم دائما متجددين لأنهم يحتاجون إلى تفريغ كل الطاقات السلبية لأنهم فئة تحتاج كل الحب و العطف و الحنان وهي وسائل مقتطفة من ورشات الدكتورة "دلال مقاري باوش ".

إن الهذف الرئيسي من العلاج بالدراما السايكولوجية هو تعليم الأطفال المتخلى عنهم و اليتامى من إضطراب

نفسي كيفية التكيف مع الآخرين بحيث يكون التفاعل معهم لا يمثل عنصرا من عناصر الضغط عليهم و إنما يحقق ما يسمى بالصحة النفسية على طول الخط مع المحيطين أو عدم الوصول إلى الإختلال النفسي في حالة التعرض الفعلي للضغوط وتفجير الطاقة الكامنة بحثا عن التوازن الداخلي أولا و التواصل المنسجم مع الآخر ثانيا رغبة في نوع من التكيف و التصالح مع البيئة الإجتماعية و تحرير الطاقات والقدرات التعبيرية والتلقائية وإستثمارها وغرس الأمل في الأطفال المتخلى لتتوالى لديهم الرغبة في التحول والتغير إلى الأفضل وإزالة المشاعر الغير مرغوب فيها

إن منهج السايكودراما يعمل على زرع الروح الحقيقية والبحث عن المعنى الحقيقي للذات والتحرر من الطاقات السلبية التي تكبل الإنسان وتتركه دائما يتخبط ويعاني في صمت وهو منهج له إمتياز كبير عن باقي المناهج الأخرى.

من إعداد : جليل ديب

إشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش







"السايكودراما في إنعاش فضاء اليتيم والمتخلى عنهم".

الثلاثاء، 31 يناير 2017

السايكودراما في علاج ظاهرة الهجرة السرية


الهجرة غير الشرعية

تمهيد:

يَرغب الإنسان بطبيعته إلى الانتقال والتّرحال من مكانٍ إلى آخر سعياً للبحث عن أماكن أكثر جودة للعيش والسكن والأمن أيضاً ممّا هو فيه، حتى أصبحت الهِجرة ظاهرةً متفشّيةً بين بني البشر، فينتقل الأفراد من المَوطن الأصلي إلى أماكن أخرى في الأرض بحثاً عن أماكن تُوفّر لهم ما يحتاجونه من مُتطلّبات وما يفتقرون له وتتعددّ أنواع الهِجرة إلى عدة أنواع، ومنها: الهجرة الداخلية وتتمثل بانتقال الأفراد والجماعات داخل حدود الدولة الواحدة وغالباً ما تكون من الأرياف إلى المدن، والهجرة الخارجيّة وهي التي تكون بين الأقطار حول العالم، أمّا فيما يتعلّق بأنواع الهجرة من حيث شرعيّتها فإنّها تُقسم إلى هجرة شرعيّة وأخرى غير شرعية؛ إذ يُمكننا القول بأنّ الهجرة الشرعيّة هي تلك الهجرة التي تسير وفق الإجراءات والقوانين المرسومة من قبل الجهات الرسمية ودون أيّ مخالفةٍ لها.

والهجرة غير الشرعية تُعرف أيضاً بالهجرة غير المشروعة، والهجرة السريّة، وهي عمليّة انتقال الأفراد والجماعات بين الدّول بطريقةٍ غير قانونية، وتكون خارقةً للقوانين والإجراءات للبلد المهجور إليه؛ حيث يدخلها المُهاجر دون الحصولِ على تأشيرة دُخول، وتُشير الدّراسات إلى أنّ مُعظم المهاجرين غير الشرعيين هم من سُكّان دول العالم الثالث؛ إذ يَركبون المخاطر للفرار من الأوضاع الراهنة في بلادهم سعياً للوصول إلى الدّول المتقدمة كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ويذكر بأنّه في الآونة الأخيرة قد سُجلّت أعدادٌ كبيرة من حالات محاولات الهرب والهجرة غير الشرعيّة للفقراء ودول العالم الثالث، هذا وتحرص الحكومة الأمريكيّة كلّ الحرص على توفير الحِماية والأمان لحدودها من تدفّق المهاجرين غير الشرعيين، وتجّار الأسلِحة أيضاً، ومن الملاحظ أنه يقع كثير من الشباب في شباك عصابات سماسرة الهجرة الغير شرعية، بعد أن يقدم الساحر سحره ويعرض لهم أحلام سوف تجعل منهم أثرياء أصحاب مال وأعمال توفر لهم ما هو أفضل بين أقرانهم، وهنا يصبح الشباب فريسة سهله المنال لسماسرة البشر وعصابات الهجرة غير الشرعية.

ومع تزايد وتيرة الطمع وحب جمع المال السريع وحماس الشباب يضعف الشاب أمام هذه المغريات و الأحلام الزائفة التي دائما ما تنتهي في عرض البحر، أو تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء، أو برصاص حرس حدود الدول، التي قد يقصد وجهتها هؤلاء الشباب ليصطدموا بواقع مميت، ليتركوا لأسرهم الحسرة والحزن، والمال الوفير لعصابات "سماسرة الموت"، وهم بذلك يتاجرون بأرواحهم لتحقيق حلم كثيرا ما راودهم , حلم النجاح بعد الفشل، كحلم العليل بصحة البدن , شباب لم يجد وسيلة للعيش الكريم في أوطانهم , بالإضافة إلى اصطدامهم بسوء الأحوال السياسية والإقتصادية والاجتماعية، ففروا باحثين عن النجاة، حالمين بحياة أفضل، حيث فرص العمل الوفيرة والمردود المالي الجيد، قياسا مع اقتصاد بلدانهم المتدني، فما الذي يدفع الإنسان إلى اختيار الموت بدلا من العيش في بلده؟ ولماذا نجد فئة الشباب هي الفئة المهيمنة على الهجرة السرية؟ وما هي العوامل المساهمة إلى اختيار هاته الطرق المظلمة؟ وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟ وسنتطرق للإجابة على هاته الأسئلة بأخذ بلد المغرب كأنموذج يعاني من هاته الظاهرة.

في السنوات التي مضت لم يكن مصطلح " الحريك" بالمألوف بالنسبة لأذن المواطن المغربي، لكنه أصبح الآن مصطلحا دارجا و متداولا في الشارع، و"الحريك"هي كلمة باللهجة المغربية تعني " الهجرة السرية" ، و تنطق هذه الكلمة بتغليظ الكاف ، و هي تعني أن صاحبها " يحرق" كل المراحل و ربما كل أوراق هويته، متجها نحو أوروبا عن طريق سبل عدة، لكن ، متى بدأت هذه الظاهرة في الاستفحال بالمجتمع المغربي، لا يمكننا - مهما حاولنا - أن نذكر تاريخا محددا لهذه البداية، لكننا نستطيع أن نقول - بثقة - أن أوائل التسعينات كانت فترة البداية ، خصوصا بعد القولة الشهيرة ل" فيليبي غونزاليس " رئيس وزراء إسبانيا الأسبق: " لو كنت مواطنا من دول الجنوب، لغامرت أكثر من مرة حتى الوصول إلى أوروبا" و لا أحد يستطيع أن ينكر ما كان لهذا القول وقتها من تأثير على الشباب المغربي ، و الإفريقي على وجه العموم.

خاصة بعد أن فرضت دول الاتحاد الأوروبي وقتها التأشيرة، بعدما كان بإمكان كل مغربي السفر إلى هناك بجواز السفر فقط و لكن لا يمكن اعتبار فرض التأشيرة سببا أوليا للهجرة السرية حتى بفرض أن " كل ممنوع مرغوب" ، فلا أحد يلقي بنفسه في عرض البحر معرضا حياته للخطر، فقط من أجل كسر القوانين، ويمثل المهاجرون السريون القادمون من البلدان الافريقية جنوب الصحراء المكون الرئيسي لهذه الظاهرة التي لا تخفى امتداداتها الدولية. في حين شهدت حركة الهجرة السرية للمواطنين المغاربة نوعا من الجمود وتراجعا منذ 2002 ، وهو التراجع الذي يعود على الخصوص إلى الإجراءات الأمنية الرادعة المتخذة من طرف السلطات المغربية وكذا من خلال حملات التحسيس حول مخاطر الهجرة السرية .

فلماذا إذن يهاجر هؤلاء تاركين وراءهم أحبابهم و أهلهم و بلدهم أيضا؟ تقول الإحصائيات أن البطالة ارتفعت بشكل تصاعدي منذ منتصف الثمانينات بالمغرب، مجازون، دكاترة، مهندسون، كل هؤلاء لم تعد تشفع لهم شهاداتهم للحصول على عمل، و بدأت الآفاق تضيق يوما عن يوم حتى لتكاد تنغلق، و الآلف من خريجي الجامعات يقارعون البطالة و يرون أن السنوات التي أمضوها في الدراسة لم تنجح سوى في إعطائهم لقب "معطل". و يرون - بعين الألم - من كتب لهم و سافروا إلى أوروبا يعودون بسيارات من أحدث طراز و هواتف محمولة ثمينة.

ترى، ماذا سيكون شعور شخص يعيش هذا الواقع بشكل يومي ، يقول أحد المعطلين في الرابعة و الثلاثين من عمره معبرا عن حاله : " إنه اليأس ، أشعر بالاختناق حقا، تصور أنني أخجل من دخول البيت كي لا أنظر في عيون والديّ اللذين كانا يتمنيان بأن أصبح موظفا أو أستاذا، و كانا يعتمدان عليّ في المساعدة في مصروف البيت، الذي يتكون من ستة أفراد، كل الأحلام تبخرت ، الأعوام تمر و لا انفراج في الأفق، و لو وجدت فرصة للهجرة لما ترددت و لا لحظة واحدة ، و أيا كانت الوسيلة".

ما ذكره هذا المعطل هو ما يعانيه أغلب المعطلين بالمغرب، و أنت تسألهم " لماذا تغادرون بلدكم، أليست أولى بكم ؟" يفحمونك بإجاباتهم " و ما الذي سنفعله هنا؟" لا إجابات طبعا.

هذا من جهة، من جهة أخرى يمكن أن نقول أن للإعلام تأثيره الذي لا يمكن إغفاله حيث يظهر أوروبا على أنها جنة النعيم التي تمطر الأموال مدرارا، والجالية المغربية بالخارج تكرس هذه الفكرة أيضا، و ذلك عندما يعود العمال المهاجرون بالخارج و آثار النعمة بادية عليهم، لكن أي ملاحظ جيد يمكن أن يدرك ، دون كبير عناء، أن الظروف قاسية هناك و أن تلك السيارات و كل ما يتبعها هي مجرد قروض لا تلبث أن ترد حال العودة إلى أوروبا.

ولقد تعددت الأسباب والدوافع التي تدفع الشباب إلى التفكير في الهجرة، وتتجلى أساساً في الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المغرب، كما تبرز أسباب أخرى ذات أهمية بالغة في توجيه تيارات الهجرة السرية، ومن ضمنها القرب الجغرافي وكذلك التمثلات التي يحملها بعض الشباب حول أوروبا كأرض خلاص.

ü الأسباب الاقتصادية:

يتميز اقتصاد المغرب بهشاشته وتبعيته للغرب في إطار النهج الليبرالي، هذه التبعية فرضت انصياع المغرب لشروط وتوصيات المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونادي باريس، وهو ما أدى إلى تضرر الاقتصاد المغربي الذي يعاني من ضعف التجهيزات في ظل المنافسة غير المتكافئة، الأمر الذي نتج عنه تراجع في الأنشطة الاقتصادية التقليدية من صناعة تقليدية محلية، وتضاءلت معه فرص الشغل، ونتج عن ذلك ارتفاع مهول في نسبة البطالة بين الشباب المغربي، فطبقاً لإحصاءات أوردها البنك الدولي قدرت البطالة في صفوف الشباب حوالي (37%) من نسبة البطالة الكلية بالمغرب(3)، في حين نجد أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى بعض الأرقام ذات الدلالة، وذلك أن عدد العاطلين ضمن شريحة الشباب التي يتراوح سنها بين 15و24 سنة والتي يقدر عددها بمئتين وثلاثة ملايين وسبعة وسبعين وتسعمئة وألف، قد بلغ سنة2005 (316) ألف و(803 )، كما أن عدد العاطلين في الشريحة التي يتراوح عمرها ما بين 25 و 34 سنة قد قاربت في ذات السنة (370 ألفاً)، بالإضافة إلى ما يزيد عن (100 ألف) من حاملي الشهادات(4)

نسبة البطالة هذه مست بشكل كبير الشباب من حاملي الشهادات العليا، وهو ما خلف استياءً في أوساط هذه الفئة بصفة خاصة، وفي أوساط المجتمع المغربي بصفة عامة، مما أدى ببعضهم إلى عزوف أبنائهم عن متابعة لدراستهم الجامعية والعليا!.

ü الأسباب الاجتماعية:

إن فشل المغرب في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية يعود إلى طبيعة الأهداف التي بني من أجلها النهج الإداري، وإخضاع الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمقتضيات القرار السياسي، وليس العكس، كما هو الشأن في الأنظمة الديمقراطية.

فمع تفاقم أزمة الاندماج الاجتماعي داخل حياة المجتمع المغربي، ومع التغيرات السوسيو ثقافية التي عرفتها عناصر منظومته الاجتماعية، إلى جانب التحولات الدولية، وتراجع الأيديولوجيات الكبرى داخل المجتمعات
(الثالثية) أصبح التفكير في الهجرة حلاً لهذه الأزمة عند معظم أفراد المجتمع المغربي، وبخاصة شريحة الشباب.

ü الأسباب السياسية:

إن إنتهاج المغرب لاستراتيجية التناوب على السلطة بين الأحزاب السياسية زادت من تخلف المجتمع المغربي، لأن هَمّ هذه الأحزاب هو تكديس الثروات والتسابق على المناصب السياسية والإدارية لتحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية، مما جعل المغرب لا يحقق التنمية المنشودة لجميع فئات المجتمع المغربي، فالأحزاب السياسية في المغرب دائماً تتحدث عن الديمقراطية وعن الانتقال الديمقراطي والتغيير، وتوهم المسؤولين بنجاح تدبير الشأن العام لسياستهم وفقاً لتقارير لا يعرفها إلا المستفيدون، وهم أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب وحاشيتهم ، وإنّ ما يوضح فشل هذه الأحزاب وبرامجها هو عدم قدرتها على تقديم برامج تتحقق فيها آمال الشعب المغربي وأحلامه التي تتبخر مع كل سياسة حكومية جديدة، فالواقع يؤكد على استمرارية الاقتراض من الخارج وخاصة من البنك الدولي وتوابعه، ومزيد من خصخصة المنشآت الوطنية والتفويت فيها للأجانب، والنتيجة هي استفحال البطالة بين الشباب المغربي.

إن الأحزاب السياسية تعتبر من أهم الأسباب في تخلف المجتمع المغربي لأنها عادة ما تهمل الشأن الاجتماعي وتتضافر مع الحكومة في إبقاء الباب مغلقاً في وجه حاملي الشهادات العليا، إن هذه الأحزاب ساهمت في تفشي الفساد وشل التقدم والنمو وحركة التطور، فالواقع المغربي يشهد على أن ألاَّ جديد هناك ولا ديمقراطية تتحقق في المستقبل المنظور مادامت هذه الأحزاب تسير في نهجها التقليدي، وما تزايد نسب عزوف الشباب المغربي وغيره من الفئات الاخرى عن المشاركة في الأحزاب السياسية سوى مؤشر قوي على سلبيتها وعدم فائدتها حيث أصبحت عاملاً معوقاً للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية.

لكن هناك في المقابل تصحيح يقوده ملك البلاد في محاولة لتحقيق التنمية البشرية التي ترمي ضمن أهدافها الأساسية إلى إخراج الفئات الاجتماعية المهمشة من مأساتها وحياة الذل التي تعيشها..إنه تغيير حقيقي يستهدف الفقراء والشباب في محاولة لتحسين وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية.

ü العامل البيئي أو الجغرافي:


إضاف إلى العوامل المساهمة في الهجرة من اقتصاد وسياسة، عامل القرب من أوروبا، ذلك أن المغرب يشكل بوابة رئيسية وصلة وصل بين أفريقيا وأوروبا، هذا الموقع الجغرافي المتميز على بعد (14) كلم، ساهم في تسهيل عملية انتقال الأفارقة على العموم والمغاربة على الخصوص إلى الضفة الشمالية للمتوسط، وإذا كان القرب الجغرافي قد ساهم في فترة الفتوحات الإسلامية في تسهيل فتح الأندلس على يد طارق بن زياد فإنه أصبح اليوم وبعد مضي قرون عديدة ملاذاً لكل الذين يئسوا واستحال عيشهم، ويتطلعون لعالم آخر مختلف لم يعرفوا عنه شيئاً سوى صورة بنيت في مخيلتهم، تدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم وراء آمالهم وفي ظل قساوة الحياة اليومية.

إذا كان الباحثون في الدراسات السوسيولوجية الإستراتيجية يعتبرون بلدان شمال أفريقيا عموماً والمغرب على وجه التحديد، قنطرة عبور، ليس فقط لرؤوس الأموال والرساميل، وإنما أيضاً لأسراب من البشر في مقتبل أعمارهم ممن يلقون بأرواحهم وسط أمواج المتوسط تستهويهم لحظة الوصول إلى الضفة الأخرى.

والجدير بالذكر أن البطالة والتهميش التي تطبع حياة بعض الشباب المغربي لم تكن السبب الوحيد وراء تنامي ظاهرة الهجرة السرية، بل يضاف معها العامل النفسي والانبهار الخادع الذي يقع فيه الشباب المغربي بأوروبا.

ü العامل النفسي للهجرة:

قد يكون عالم الاجتماع ابن خلدون صادقاً فيما ذكره في مقدمته الشهيرة من “أن المغلوب دائماً مولع باقتداء الغالب في نحلته وأكله وملبسه وسائر أحواله وعوائده”. إنها بالفعل ضريبة جديدة من ضرائب التبعية التي تغرق فيها بلدان الجنوب ومن ضمنها المغرب، فالانبهار بدُنيا الآخر وطريقة عيشه والرغبة في محاكاته في سياق الاغتراب والبحث عن الذات المفقودة والهوية المجزأة التي ترفض البلد الأصلي وتأمل في تحقيق هوية البلد الأوروبي المستقبل، كلها تجعل الشباب يضحون بأرواحهم ويغامرون بها بين أمواج المتوسط، فالذين تكتب لهم النجاة يهرعون إلى التخلص من أوراق هوياتهم لاكتساب هوية جديدة، أما الذين استحال عليهم الوصول فلن يكون مصيرهم سوى مقابر بحرية تتسع للمئات بل للألوف.

لقد تبين من خلال دراسة حول (تصور الشباب القروي لأوضاع المهاجرين في البلدان المستقبلة) أن الغالبية العظمى من هؤلاء يستحسنون الأوضاع في البلدان الأوروبية، ويفضلونها على وضعية البطالة في بلدهم، وقد عبر عن ذلك أحدهم بقوله:”نعم أفكر في الهجرة نظراً للأوضاع المزرية في المغرب، حيث قلة الشغل، والآفاق مسدودة، هذا إضافة إلى أنه غير مرحب بك في بلدك، فالمال هويتك، صحيح أن الغرب مجهول بالنسبة لنا لأننا لسنا موجودين به، لكنه فرصة لجمع المال” .

هذه الصورة البسيطة و المعبرة هي بدون شك حالة من بين مئات الحالات التي يكشف الواقع المغربي عن وجودها، لأن غياب فرص العمل والاندماج في الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى ضعف التأطير الثقافي والسياسي الذي يمكن أن تلعبه هيئات المجتمع المدني ساهم بشكل واضح في التشجيع على الهجرة، بالإضافة إلى “التمثلات” التي يحملها الشباب المغربي عن أوروبا، وما تساهم به في تأجيج الرغبة في الهجرة دون تقدير المخاطر، فأوروبا بالنسبة للعديد منهم تعد بمثابة الفردوس المفقود والسبيل الوحيد للإنتهاء من متاهات البطالة والتشرد والتهميش، والتفكير في الهجرة يمثل الحل الأمثل لذلك.

وللحد من هاته الظاهرة، يمكن استخدام منهج السايكودراما كعلاج نفسي بديل، لإقناع صاحب فكرة الهجرة بالمكوث في بلده، فالسايكودراما هو مصطلح : يعني "الدراما النفسية"، ويتألف من كلمتين هما النفس (Psycho)، ودراما(Drama)، ومعناها السلوك والتمثيل وهو شكل من أشكال العلاج النفسي.

وتعتبر تقنيات وأساليب هذا النوع من العلاج أسلوباً متقدماً من أساليب الإرشاد والعلاج النفسي على المستوى العالمي والذي يقدم على أيدي مختصين بعلم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي، وقد أثبتت الدراسات نجاح الأسلوب السيكودرامي على مستوى الدراسات العالمية والتي تهتم بحالة الفرد وعلاقاته بالآخرين ومدى شعوره بالرضا والتطابق بين مشاعره الحالية والسابقة، وإذا أردنا أن نعتمد هذا النوع من العلاج النفسي، كعلاج لهاته الظاهرة، وجب علينا تتبع الخطوات التالية:

تتكون السيكودراما من ثلاث خطوات علاجية هامة أولها "التهيئة والإعداد"، ثم "الحدث" وتبدأ بالحديث مع المعالج، لاستكشاف الأوجه المختلفة للمشكلة، يعقبها "التكامل" وهي المرحلة الأخيرة من الأداء السيكودرامي، حيث يكون المعالج جاهزاً لإعادة اتزانه النفسي من خلال تنمية الإحساس بقدرته على السيطرة على مشكلته من خلال نمو استجابات سلوكية فعالة نحو المواقف الضاغطة أو المثيرة في مشكلة الشخص المعالج.

و تتميز السيكودراما بطبيعة تفعيلية هي جوهر ما يعيشه الفرد تحقيقا للرغبة في الواقع لا في الخيال. كما أنها تحقق إشباعات ذاتية واجتماعية عن طريق التمثيل. و السيكودراما هي الشكل الأساسي للعب الدور، حيث يكون الفرد ضمن مجموعة من المحيطين به ويقوم أحيانا بدور بطل العرض والمعالج يؤدي وظيفته كمخرج، ويقوم المعالجون المشاركون أو أعضاء الجماعة بلعب الأدوار الأخرى. أما الأدوار المساعدة و التي يقوم بها الآخرون ممن ينضمون إلى جماعة العمل فإنهم يجسدون جزءاً يتصل بالبطل مثل دور احد الأبناء أو الزوجة أو أي فرد من أفراد الأسرة ويتم تبادل الأدوار من حب وعطف وتقبل ذاتي .

وقد يتم الانسياق في أداء أدوار تمثل الحياة الداخلية الخاصة ببطل العرض ، والنقطة الهامة هنا هي أن يتفاعل الفرد مباشرة مع التجسيدات الممثلة للعلاقات بين الشخصية الداخلية.

ويمثل العلاج باستخدام السيكودراما نموذجا من نماذج العلاج الجمعي لجميع فئات العمر وجميع المشكلات التي تواجه الأفراد. ويجب أن يكون المعالج النفسي متمرساً ولديه مهارات عالية وقدرة متقدمة في تطبيق استراتيجيات وتقنيات السيكودراما ويضمن الحرص الدائم لسلامة الشخص المعالج، وتقبله للعملية العلاجية وتفاعلهم داخل نسق المجموعة بأسلوب درامي وأسلوب علاجي نفسي متقدم، والسيكودراما قد سبقت التقنيات العلاجية الحديثة في أنها تقوم بطريقة نشطة وحية وأكثر فاعلية في إضافة أفكار جديدة جيدة يراها المعالج تؤدي لمشاعر جديدة وسلوك جديد في حياة الفرد من الناحية الايجابية بطرق الإيحاء وغيرها. لذلك فالمجال واسع للسيكودراما للتدخل في بعض الاضطرابات النفسية لإيجاد علاج لها مستقبلاً.

خاتمة:

نشهد اليوم هجرة غير شرعية غير مسبوقة ليس بأعدادها فحسب إنما بأهميتها أيضا، إذ أنها عامل أساسي غي تطور اﻷحداث في الشرق اﻷوسط وأوروبا، فإذا أردنا توصيف ما يجري حاليا في هاتين المنطقتين فأفضل عبارة قد تكون انقلاب "السحر على الساحر"، فالثورات العربية التي انطلقة باسم حقوق الإنسان، وبتشجيع من دول عديدة ، منها الدول اﻷوروبية وبسبب ظاهرة الهجرة غير الشرعية، جعلت أوروبا وباسم حقوق الإنسان نفسها، مطالبة باستقبال المهاجرين اللذين أنتجتهم هاته الثورات. أصبحت الهجرة الغير الشرعية حبل خلاص مابين الشرق اﻷوسط وأوروبا، فعدم اﻹستقرار في الشرق اﻷوسط سيؤدي حتما إلى عدم الاستقرار في أوروبا، ومن يدري فقد تكون هجرة منظمة هادفة إلى خلق هذا الرابط فأوروبا بحاجة إلى قرار جريء بولادة قيصرية، وذلك بإظهار الحزم في المتوسط، وعلى حدودها البرية، لمنع تدفق المهاجرين، في مقابل تأمينها بدائل لهؤلاء المهاجرين، تكون تحت سيطرتها، وإلا فالحرب ستشتعل في داخل لا محالة، إنما يبقى السؤال المطروح: ( كيف يمكن للإنسان أن يعيش في بلد لا يجد فيه، أبسط مقومات الحياة الكريمة).

اعداد ; منصف بلام

اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش


السايكودراما في علاج ظاهرة الهجرة السرية