أولا كتعريف شامل يتكون مصطلح السيكودراما من كلمتين هما النفس psycho ودراما drama ومعناها السلوك والتمثيل فالسيكودراما كلمة مركبة تعني الدراما النفسية وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية وعلى استخدام المسرح كنوع من أنواع العلاج النفسي. كما أن العلماء في العصر الحاضر يركزون على العلاج بالدراما مستخدمين تقنيات علم النفس العلاجية والتمثيل الحركي و العاطفي للمواقف والأدوار التي يقومون بها. السيكودراما هي الطريقة النشطة للوصول إلى أعماق النفس،وأسلوب العلاج بها هو شكل حي من أشكال استكشاف النفس وأغراضها، يقوم على أسس نفسية وعلاجية إرشادية بالدرجة الأولى
. -أول من استخدم هذه التسمية هو جي ال مورينو j.l.Morenoo في ڤيينا حيث يتم استخدام التكنيكات الدرامية والتي يقوم فيها العميل بتمثيل أدوار، قد تتعلق بالماضي أو بالحاضر أو مواقف حياتية مستقبلية متوقعة، في محاولة للحصول على فهم أكثر عمقا (استبصار) وتحقيق التفريغ الإنفعالي الحالي أو الموقفية للفرد (التنفيس) ، وقد عرف مورينو السيكودراما على أساس أنها "السيكودراما تعني التفسير العلمي للحقائق من خلال طرائق وأساليب وجدانية تمثيلية. وقد تعددت تعريفات السيكودراما تبعا للفترة الزمنية التي يستخدمها المعالجين النفسيين وتعتبر السيكودراما كأسلوب علاجي فريد يمكن أن نرى من خلالها الآخر في الكائن الإنساني. ويعتقد مورينو في تفوت القيمة العلاجية لتمثيل مشكلات الفرد إذا ماقورنت بالتحدث فقط عن هذه المشكلات. فتقنيات مورينو تشجع التفاعل الشخصي والمواجهة والتعبير عن المشاعر في اللحظة الحالية واختبار الواقع. هذه المواجهة تحدث في سياق السيكودراما مما يتمخض عنه تطويق لنماذج دفاعية مألوفة بصرف النظر عما إذا كان هذا الدور الذي يتم تمثيله يرتبط بحدث في الماضي أو يكون قد وقع منذ أيام معدودة أو بحدث يتوقع إن يتم حدوثه في المستقبل، فهي طريقة علاجية تقوم على حوار تلقائي متصاعد بين الفرد ذاته والآخرين يكشف ويعرف الفرد نفسه بالواقع التي قد تسهم في تقوية مواقفه وتساعده على تخيل الحاضر أو المستقبل بأسلوب شيق وطريقة هادفة لحل المشكلات التي تواجه الفرد وهذا هو هدف العلاج بالسايكودراما وهدف كل علاج .
من جهة أساليب وتقنيات العلاج النفسي..، فيما يخص المكان المنتقى هو السجن لأنه يعتبر مؤسسة وفضاء لاستخدام السيكودراما أما الفئة المستهدفة هم السجناء والسجينات..، النوع المناسب لهذا الفضاء هي السيكودراما النفسية ويتكون فضاء السجن من عدة أقسام سجنية والتي من خلالها ينقسم السجناء إلى سجناء إيداريين، سجناء مدنيين، سجناء سياسيين...، يطبق الأسلوب العلاجي بالسيكودراما في العديد من المشاكل أو الإضطرابات المتصلة بالمشاعر و الأحاسيس في مختلف المجالات بوصفها إحدى طرق العلاج النفسي،.
- الدراما النفسية في المقام الأول تعلم الفرد كيف يحل مشاكله التي ترتبط بالمشاعر وخاصة تلك المكبوتة
- تستخدم في تنمية سلوك الفرد من التقبل والتكيف والتواصل مع الآخرين
- السيكودراما تعمق استبصار الإنسان بذاته حيث تساعده على استجابات أكثر توقفا
- -تنمية مهارات النقاش والتخيل والتغيير عند الفرد (وهي أمور هامة للصحة النفسية لأي شخص منا
- تساهم في ثقافة الشخص فهي مزيج من علم النفس والدراما أحد فنون التمثيل وإذا كانت النقاط السابقة تقدم الجانب النفعي الملموس من السيكودراما، فهي تعكس في الوقت ذاته النظريات التي تسعى لتطبيقها في مجال النفس البشرية.
نظرة عامة حول فضاء السجن وطبيعته وطبيعة السجناء وصفت عدد من مديرات سجون النساء تكيف السجينان مع أجواء السجن عند دخولهن لأول مرة بالمتفاوت وأوضحن في حديث أن بعض السجينان للتبديد أي موقف وتتصف بالهدوء والتكتم على مشاعرها في حين أن بعضا منهن تعلن تدمرها وأخريات يشعرن بعدم ارتكابهن أي ذنب، وأضافت مديرات السجون النسائية أن بعضا من السجينات تتملكهن مشاعر الخوف من ردة فعل المجتمع تجاه دخولهن السجن. وقالت إحدى المدبرات بأن السجن مكان طبيعي جداً تتوفر فيه كافة المقومات الحياتية والاختلاف به يكمن في مسألة الإنعزال عن المجتمع الخارجي الذي كانت تعيش فيه، وأشارت إلى تفاوت مواقف السجينات بين الهدوء والتذمر وغيره، لافتة إلى أن المختصات الإجتماعيات يقمن بآمتصاص المشاعر السلبية التي تنتاب السجينة عند دخولها السجن مع تبسيط الوضع لهم، فيما أشارت المديرة على أن بعض السجينات يرغبن في تواجدهن بالسجن حتى يكون ذلك وسيلة لعقاب أهلها وذويها كما أن هنالك سجينات يجدن أن السجن راحة لهن..، كما أضافت مديرة سجن بالدمام دينا الدوسري إن السجينة تحتاج إلى فترة لتقبل واقع الحياة في السجن والتكيف معه من أسبوع إلى أسبوعين أو إلى شهر حتى تستسلم للأمر الواقع بمساعدة مستويات السجن من خلال تهدئة السجينة وبث الطمأنينة في نفسها كما أكدت مديرة سجن النساء في جدة فوزية عباس أنها والموظفات في السجن لا يتعاملن داخله مع السجينات على أساس سجينة بل بالعمل في جو أخوي.
. بالنسبة للسجناء الذكور فقد أكد الأستاذ المساعد للإرشاد والصحة النفسية بكلية الملك خالد العسكري على حاجة المساجين والمودعين بالمؤسسات الإصلاحية لإيجاد العديد من الحلول لمشكلات المودعين بالسجون وأسرهم..، كما أوضح أن ذلك يهدف إلى إيجاد شخصية تتمتع بالنضج النفسي والشخصي و الاجتماعي والإحساس بالذات النافعة للمجتمع مما يساعد السجين على تقبل الذات وفهم الهوية الإجتماعية التى تساعد على تأهيل السجين وتربيته تربية نفسية شخصية تعكس صورة الشخصية الإسلامية.، كما أكد مدير المشاريع للإسكان الخيري المهندس سعد الفوزان في مشروعه "الفراغ المكاني للسجن وأثره على السجين" بفكرة الفضاء الداخلي للدار (السجن) وتلبيتها للإحتياج الإيماني، الإجتماعي،والنفسي، والمناخي، والإقتصادي ،والأمني والصحي...، من خلال تناوله للعلاقة بين الفراغ المكاني والسلوك الإنساني مضيفا إلى ذلك
معايير تصميمية لمكونات الدار من خلال مبنى المهاجع والمتطلبات الفراغية ،ومبنى الإدارة، ومبنى المدرسة، والمسجد ، والترفيه الداخلي والخارجي ، مبنى التحقيق والمحاكمة ومباني الخدمات والخدمات الصحية ، والفصول التدريبية والورش وصالة الطعام والمطبخ، والأسوار، والمدخل ومعايير تصميمية أخرى، إضافة إلى دور المعايير التصميمية في منع الجريمة داخل الدار.
أما بالنسبة للطريقة والتقنيات والأساليب المثلى والصحيحة التي يمكن استخدامها في هذه الحالة مع السجناء والسجينات كالمسرح خاصة خيال الظل؛ البوح خارج الستار وأكثر داخل الستار وكذى تقنية الكولاج التى بإمكان السجين أن يعبر عن حالته النفسية من خلال مجموعة من الملصقات من آختياره
... -ومن خلال هذا البحث أستنتج أن السجن هو مؤسسة اجتماعية محضة يمكن من خلالها إعادة إدماج وتأهيل السجين في المجتمع بشكل فعال وإيجابي للعديد من الدراسات لتقويم عمله والرفع من مستوى خدماته .
اعداد : لبنى السايح
اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق