الاثنين، 13 فبراير 2017

السايكودراما والطفولة

السايكودراما والطفولة

السايكودراما والطفولة



{السيكو دراما وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى التلاميذ دوي صعوبات التعلم}{السيكو دراما والعنف في المدارس}

مدخل عام "

تعد مرحلة الطفولة من أكثر مراحل الحياة أهمية لما لها من تأثير بارز في بنـاء قـدرات الإنـسان وإكسابه أنماط السلوك المختلفة وتكوين شخصيته، وهذا ما أكد عليه الكثير من علماء النفس والتربية. فالطفولة هي الغد والأمل ولذلك فإن مستقبل أي مجتمع يتوقف إلى حد كبير على مدى اهتمامه بالأطفـال ورعايتهم والاهتمام بالإمكانيات التي تتيح لهم حياة سعيدة ونمواً سليماً، من هنا أصـبح الاهتمـام بالطفـل هدف تسعى إليه جميع المجتمعات لتحقيقه نظراً لأن الطفل هو مستقبل أي أمة وعليـه يتحـدد مـستقبلها ولا شك أن الاهتمام بالأطفال ذوي المشكلات والاضطرابات السلوكية المختلفة قد أخذ في الآونة الأخيـرة اهتماماً ملحوظا.

المحور الأول: السيكو دراما وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى التلاميذ دوي صعوبات التعلم

تحقق مهارات التواصل الإجتماعي للفرد وعياً بذاته وبالآخرين من حوله، إذ يندمج الفرد في الحياة الإجتماعية، الأمر الذي يساعد على التأثير في المجتمع والتأثر به، حيث يتبادل الفرد مع أفراد المجتمع الأفكار والمشاعر والإتجاهات بدرجةٍ تؤدي إلى الفهم العميق المتبادل، بما ينعكس على شخصيته وصحته النفسية.

ولهذا السبب يحمل التواصل في ثناياه ما يتمتع به الفرد من إيجابيةٍ تجاه ذاته وتجاه الآخرين، وما يتمتع به من سوية بصفة عامة، وعندما يفتقد الشخص معظم تلك المهارات، يتعذر عليه أن يحيا نفسياً واجتماعياً بشكل سليم، إذ يصعب عليه التواصل مع أفراد مجتمعه، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية متعددة، وقد تكون خطيرة.

وإن كان الحال هكذا بالنسبة للإنسان العادي، فإنه سيكون أكثر سوءًا بالنسبة لمن لديه صعوبات في التعلم، حيث يلاحظ عند من لديهم صعوبات التعلم قصور واضحٍ في التعبير عن أفكارهم (لفظاً وإشارةً)، كما أنهم يفتقدون إلى مهارات الإستئذان والإعتذار والمبادأة ولا يلقون التحية، ويشعرون بالنبذ والرفض والإهمال، ومن ثم فهم يفتقدون إلى مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.

ومما لا شك فيه أن تعطُل أو قصور مهارات التواصل الاجتماعي لدى الفرد نذيرُ خطرٍ على نموه النفسي والإجتماعي والتعليمي، وحين يفتقد الطالب ذو صعوبة التعلم إلى واحدةٍ أو أكثر من مهارات التواصل، فإنه لا يستطيع على المستوى الإستقبالي أن يفهم الرسائل الواردة إليه، كما أنه لا يستطيع على المستوى التعبيري أن يعبر جيداً عن رسائله للآخرين.

لذلك كانت السيكو دراما سبيلاً تتخذه هذه الدراسة لتنمية مهارات التواصل الإجتماعي لدى ذوي صعوبات التعلم لما تُسهم به من توعية الفرد بذاته وبتصرفاته، وبالآخرين وبتصرفاتهم، وبما تقدمٌه من خبراتٍ تواصليةٍ وصولاً إلى فهم أعمق للتفاعلات الإجتماعية، حيث تعرض السيكو دراما أنواعاً عديدةً من خبرات التواصل بنوعيه اللفظي وغير اللفظي، عبر الحركة «الفعل» والمحادثة.

تعد إعاقات اللغة والتواصل من أكثر أشكال الإعاقة انتشاراً بين الأطفال عامة، وذوي صعوبات التعلم خاصة، ويتسبب القصور في مهارات التواصل الإجتماعي بالعديد من المعوقات لدى ذوي صعوبات التعلم، إذ يعوقهم ذلك القصور عن القيام بمهام الحياة اليومية، ومن إقامة علاقات تفاعلٍ اجتماعي مع الآخرين. فيميلون إلى التجنب، ويشعرون بالرفض والنبذ من الآخرين، ويتعرضون للسخرية، ولأن السيكو دراما تحققُ للفرد استبصاراً بنفسه وبالواقع من حوله، وتساعده على إقامة علاقاتٍ حيويةٍ مع المحيطين به كانت هذه الدراسة بغرض استكشاف فاعلية برنامج قائم على السيكو دراما في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي.

وهنا نتساءل عن مدى فاعلية استخدام السيكو دراما في تنمية مهارات التواصل الإجتماعي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية، حيث هدفت الدراسة إلى تبيين مدى فاعلية استخدام برنامج قائم على السيكو دراما لتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى عينةٍ من الطلاب ذوي صعوبات التعلم، وكذلك استمراريته إلى ما بعد فترة المتابعة.

وتنبثق أهمية ذلك من خلال تصميم برنامج قائم على السيكو دراما يساعد على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى ذوي صعوبات التعلم، بينما تمثلت الأهمية التطبيقية في التحقق الإجرائي من مدى فاعلية هذا البرنامج.


والسيكو دراما: الدراما النفسية هي شكلٌ من الأداء الإرتجالي (غير المتكلف) لدورٍ أو عدة أدوارٍ، يرسمها المعالج، ويؤديها الشخص تحت إشرافه، وذلك بهدف الكشف عن طبيعة بعض العلاقات الإجتماعية، وتعميق الوعي نحوها من جانب المريض.


أما مهارات التواصل الإجتماعي: فهي مجمٌوعة من السلوكيات اللفظية، وغير اللفظية المٌتعلّمة، والتي تحقق قدراً من التفاعل الإيجابي مع البيئة الإجتماعية، سواء في محيط الأسرة، أو المدرسة، أو الأقران، أو المجتمع.

أما التلاميذ ذوو صعوبات التعلم: فهم مجموعة من الطلاب الذين يتمتعون بقدرةٍ عقليةٍ متوسطةٍ أو فوق المتوسطة، وينخفض مستوى تحصيلهم الفعلي عن المتوقع منهم، لأن صعوبات تواجههم في بعض عمليات التعلم كالقراءة والحساب، أو الإدراك، ويُسْتبْعد منهم المعوقون جسمياً وذهنياً، وذوو الاضطرابات النفسيةٍ الشديدة.

وتتعدد وتختلف أساليب الإرشاد والعلاج الجماعي باختلاف المشكلات والأدوار الملقاة على عـاتق كلاً من المرشد والمسترشد. وتعتبر السيكو دراما أو التمثيل النفسي المسرحي أو الدراما النفسية وهناك من يطلق عليها الإرشاد الجماعي التمثيلي من أشهر أساليب وأهم تقنيات الإرشاد والعـلاج الجماعي التي تعتمد على التصوير التمثيلي المسرحي لمشكلات نفسية أو سلوكية أو اجتماعيـة أو حتـى لمواقف حياتية. وتتلخص فكرة السيكو دراما بقيام المسترشد في شكل تعبيري حر وفي ظل جماعة إرشادية تسودها أجـواء الأمن والطمأنينة بإعادة تمثيل مشكلاته السلوكية أو النفسية أو الاجتماعيـة أمـام المرشـد والمجموعـة الإرشادية مما يتيح له من خلال هذا الأداء التمثيلي فرصة التنفيس الانفعـالي عـن مـشاعره وانفعالاتـه والتوترات المختلفة ذات الصلة بالمشكلة، وكذلك فرصة الاستبصار الذاتي، والتقمص والمحاكاة من أجـل إحداث تغيير السلوك الإنساني الغير سوي وتعديلها إعادة تشكيله وكذلك من أجل تحقيق التوافق النفسي.

وألخص مفهوم صعوبات التعلم في هده الخطاطة التالية:

المحور الثاني: السيكو دراما والعنف في المدارس

إن الأساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظهر بالملموس عدم نجاعتها وانعكاس ذلك على مستوى التلاميذ، وجه اهتمامهم إلى وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات وإنترنت وتطبيقات الجوال وغيرها، وهو ما جعلهم يتابعون مظاهر عنف وانحلال أخلاقي من مجتمعات أخرى، وحتى أنواع من ضروب التزمت والتطرف والانغلاق، مما نتج عنه هذا التصادم ورفض الواقع المدرسي وحتى الاجتماعي الذي يعيشون داخله، ويبدون نوعا من التطاول على الجميع، وصل حد العنف. وهذه الصورة التي لا يخلو منها أي معهد تقريبا، قد غزاها أيضا مظهر انسلاخ الوسط العائلي أي الأولياء من متابعة أبنائهم في حياتهم المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق وإنّ العنف ظاهرة متفرعة الأسباب متنوعة المظاهر ومن أبرز أشكال العنف مع الذات بالميل لصروف الانحراف (التدخين والمخدرات).

... ). -العنف تجاه الآخر (تلميذ، مدرس

-العنف تجاه المحيط و التجهيزات (كتابة على الجدران و الطاولات، تكسير الطاولات و الكراسي و السبورات و دورات المياه...).

وهناك عدة أسباب مولدة للعنف المدرسي:

الأسرة:

تقلص دور الأسرة التأطيري في ظل عمل الأبوين والالتجاء إلى المحاضن

التفكك الأسري الناجم عن الطلاق.

عدم إشباع الأسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها الاقتصادي.

المجتمع:

الفقر والحرمان في بعض الجهات والأحياء.

جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة، فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأب أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة، وحسب النظرية النفسية-الاجتماعية، فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً مسموحاً ومتفقاً عليه.

النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا… هذه المقارنة التحقيرية والدونية تولد سلوكا عنيفا وإحباطا.

مناخ اجتماعي يتسم بغياب العدالة الاجتماعية.

عدم وضوح الرؤية للمستقبل.

كثرة البطالة وخاصة بطالة أصحاب الشواهد وانسداد الأفق.

غياب السياسات الاجتماعية الناجعة في الجهات والأحياء المهمشة، كذلك التخطيط الفعال

عدم وجود سياسات منظمة لأوقات الفراغ وطرح الأنشطة الترفيهية البديلة

ضعف وسائل الإرشاد والتوجيه الاجتماعي.

فالمستوى السوسيو-اقتصادي لبعض الأسر الفقيرة يجعل التلميذ يشعر بالنقص والحرمان بين أقرانه، وهذا يدفعه إلى الإحساس بالكراهية والحقد تجاه الآخر الذي هو أحسن منه حالا، ويولد تصرفات غريبة تسوقه إلى اقتراف بعض الممارسات العنيفة.

الثقافة:

عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب ونوادي الأطفال لغياب البرمجة الثرية والتجهيزات العصرية.

كما يجب الإقرار بدور وسائل الإعلام والاتصال، لما لها من تأثير في تهذيب السلوك والبرمجة الهادفة وذلك بالتوفيق بين التسلية والتهذيب والإفادة والابتعاد عن تبليد الذوق وتمييعه تسويق تجارة العنف في بعض الأعمال الدرامية والألعاب الترفيهية وفي الحوارات السياسية.

المدرسة:

قلة التنشيط الثقافي والرياضي.

عدم توافر الأنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميولات.

ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتطورات المتسارعة التي تعرفها تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة، فاعتماد بعض الأساليب التلقينية التقليدية التي مازالت تعرفها المدرسة والتي لها دور سلبي على تكوين وتربية هذا الجيل يولد بدوره ممارسات لا أخلاقية تتسم بالعنف.

اعتماد بعض المواد على الإلقاء وغياب الديناميكية والتي يلجأ فيها التلميذ إلى التشويش

طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم الاختباري عبر المواد وتهمل التعديل السلوكي

والتركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده.

تغير مفهوم النجاح: النجاح في الدراسة لم يعد وسيلة للنجاح في الحياة.

كثرة التغيب عن الدروس.

غياب الحصص الحوارية وكثافة حصص الإفهام.

اختلال التوازن بين التعليم والتربية.

زوال القدوة التعليمية: المتغيرات الاقتصادية التي يواجهها كل من الطالب والمدرس، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي أفقدت المعلم هيبته وأصبح أداة في يد الطالب وولي الأمر، ما أثر على صورته لدى الطالب وأدى إلى انهيار نموذجه كقدوة.

الاختلال بين التعليم والتربية:هل نحن نعلّم أكثر مما نربّي؟

لقد حافظت وزارة التربية منذ إحداثها على مصطلح التربية إيمانا منها بالتوجه التربوي للتعليم: فنحن نعلم لنربي ونعلم للحياة وللنهوض بالفرد وتطوير نمط عيشه وطريقة تعامله مع الأشياء.

فالتربية هي الرهان الاستراتيجي للعملية التعليمية، ولكن مع هذا يجب الإقرار بوجود فراغ وهوة بين دور التعليم وهدفه التربوي. ولا يجب في هذا الباب الانتقاص من دور المؤسسة التربوية التي مازالت إلى اليوم تقوم بدور فعال في تربية وتنشئة الأجيال، لكن هذه المؤسسة لا تستطيع لوحدها تحمل العبء كله، في ظل تطور العوامل المساهمة في التربية وخاصة ظاهرة استقالة الأولياء والتأثر بالمظاهر السلبية التي تقدمها وسائل الاتصال، وبروز أشكال جديدة من الانحراف السلوكي كالمخدرات والإرهاب والعنف … بل يجب أن تسند لمنظمات المجتمع المدني دور المدرسة كذلك. هذا إضافة إلى البحث عن طريقة أكثر نجاعة لتفعيل دور خلايا العمل الاجتماعي ومكاتب الإصغاء والحوار مع التلاميذ والأولياء وتعزيز مفهوم المرافقة المدرسية، وبين هذا وذاك، يجب الإقرار بحتمية تطوير الحياة المدرسية والنشاط الثقافي.

ومن بين العناصر التي ساهمت في ظاهرة العنف كذلك:

غياب العمل الميداني في مجال دراسة العنف، والمرتكز على العمل الإحصائي والاستقصائي والمحدّد لمواطن تفشيها المكانية والزمانية

فراغ الزمن الخارجي للتلاميذ... وتفشي ظاهرة تواجد بعض الفضاءات من مقاهي وغيرها، تبث السموم بما تعرضه من مادة… (مقهى). وتجمع التلاميذ أمام المعاهد في فترات ما بين الدروس، واندساس بعض الغرباء بينهم، وكذلك الفراغ الحاصل في استغلال هذا الزمن الخارجي وبعث روافد تربوية وثقافية من طرف السلط قرب المؤسسات التربوية، جميعها عوامل لظهور مثل هذه المظاهر من العنف والسلوكيات الغريبة في الوسط التعليمي. فالمدرسة ليست مصدرا للعنف، لكنها انعكاس للعنف في المجتمع وهو العنف الذي يبدأ من “الأسرة التي يلجأ أفرادها مباشرة إلى العنف كحل لأي خلافات تحدث داخل هذا المكون الاجتماعي.

– عدم نجاعة الطرق التي تلجأ إليها المدرسة لمواجهة العنف عبر اكتفائها بالإجراءات التأديبية، وفي بعض الأحيان رفعها إلى العدالة، إذ لا بدّ من بحث معمق للمشكلة بإيجاد آليات لمرافقة هؤلاء الأطفال و المراهقين، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية داخل أسرهم، وهي المشاكل التي تؤثر عليهم أثناء وجودهم في المؤسسات التربوية.

ثلاثة أرباع التلاميذ المتورطين في السلوكيات المنحرفة هم من الراسبين، وثلثيهم ممن تكون نتائجهم خلال العام الدراسي ضعيفة.

ظاهرة الغياب:

من بين أهم الأسباب المؤدية للعنف والانحراف في محيط المدارس، تعمد صنف من التلاميذ التغيب عن الحصص الدراسية وغيابات بعض الأساتذة لظروف صحية في الغالب. هذا بالإضافة إلى كثرة ظاهرة المدرس البديل وعدم خبرته في طريقة التعامل مع التلاميذ وذلك رغم مستواهم العلمي المرموق.
وتتسبب ظاهرة الغياب والتغيب في صفوف أطر التدريس بمختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في ضياع ما يقارب 2.200.000 يوم عمل.

واستهدفت هذه الحالات بشكل خاص الإطار التربوي، فضلا عن العنف المتبادل بين التلاميذ والمترتب عنه أضرار بالتجهيزات المدرسية.

العنف اللفظي:

وهو في مجمله عنف لغوي، فيه خروج عن النواميس ولغة الاستعمال العادية، وينقسم إلى صنف فيه سباب بإيحاءات جنسية وصنف فيه سباب ديني. وهذه ظواهر فسرها علم الاجتماع بفقدان الوازع الاجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل تغير صورة القدوة، وفسرها علم النفس بالكبت.
العنف غير اللفظي:

وذلك بتحقير الآخرين والاستهزاء بهم والسخرية منهم والإهمال والتفرقة والتمييز

ومنه أيضا العنف الحركي من خلال القيام بحركات غير لائقة.

التخويف والميل للمجموعات العنيفة.

أحيانا يكون العنف من بعض أفراد الأسرة التربوية. (الاستهزاء بضعف التلميذ. اعتماد مقارنة السخرية. التهديد بالرسوب إشعار الطالب بالفشل الدائم).

الإهانة، الإذلال، السخرية من التلميذ أمام الرفاق، نعته بصفات مؤذية.

تشتت الانتباه والحقد على المدرسة والمدرس.

بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي، ألا وهو العنف السياسي والعقائدي والايديولوجي الذي بدأ يتفاقم في الآونة الاخيرة.

العنف المجسد:

يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية، يقترفه التلاميذ على جدران المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلفة كتبهم وكراريسهم. وهي وسائل موجهة إما لزملائهم ممن يعتبرون «أعداء» لهم أو لأساتذتهم ومعلميهم، وعادة ما تتضمن هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى «الانتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التلاميذ والأساتذة، ومع انتشار أنواع قوارير الطلاء المعدة للكتابة والرسم على الجدران، تفتقت قريحة التلاميذ لتحويل جدران المدارس إلى ساحة مواجهات فيما بينهم.

العنف المنظّم:

هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التلاميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما يتزعمها تلميذ يتميز بنزعة عدوانية، وتقوم هذه العصابات بترويع بقية التلاميذ وابتزازهم وإجبارهم على دفع بعض الأموال والتنازل عن ملابسهم الباهظة الثمن، والاستيلاء على هواتفهم الجوالة، وسلبهم الأشياء الثمينة كالساعات وأجهزة الحاسوب. وعادة ما تتعامل هذه العصابات المنظمة مع أشخاص من خارج المحيط المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية لزيادة الضغط على زملائهم من بقية التلاميذ للإذعان إلى طلباتهم.

العنف الجنسي:

لقد تداخلت العلاقات بين التلاميذ داخل الفضاء المدرسي إلى درجة مواصلة التعايش فيما بينهم خارج الإطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات الألعاب والمقاهي والفضاءات العامة والملاعب. ونظرا لطبيعة المرحلة العمرية، ولَّد هذا التعايش سلوكيات جديدة أدت في الكثير من الأحيان إلى مآسي اجتماعية كالاغتصاب والحمل وهو ما يعتبره علماء النفس والاجتماع نوعا جديدا من العنف المدرسي صنفوه بالعنف الجنسي. وقد أخد هذا النوع من العنف أشكالا متعددة كالتلفظ البذيء والملامسة والاعتداء على أماكن حساسة في الجسد وحتى التقبيل بالإكراه (التحرش الجنسي)، وبإمكان هذا النوع أن يتطور إلى الاغتصاب في بعض الحالات.
العنف الاتصالي:

إن انتشار وسائل الاتصال بين التلاميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمولة، وانخراط الآلاف منهم في فضاءات التواصل الاجتماعي، ساهم في ظهور نوع جديد من العنف أصبح متداولا بكثرة فيما بينهم، كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوالة أو إنشاء صفحات على شبكات «الفيس بوك» للتحريض على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب.

العنف الرياضي:

لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات، وظاهرة العنف في الملاعب الرياضية في انتشار نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التلاميذ من مشجعي الفرق الرياضية، والذين حوَّلوا الفضاء المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا عن فرقهم الرياضية، مما أدى في العديد من الأحيان إلى حالة من الفوضى جعلت أعوان الأمن يتدخلون لتفريق المتسببين في تلك الأحداث.

العنف تجاه الذات:

ويظهر في الميل إلى العزلة والاكتئاب المفرط وإحساس صاحبه بأنه منبوذ، وأحيانا يبلغ التطرف مع الذات إلى حد الانتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى. وهذا بسبب ضعف التأطير وغياب ثقافة الحوار واعتبار النجاح في الحياة أهم من النجاح في الدراسة

وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة الانتحار في الوسط المدرس.

ولكل هده المشاكل هناك حلول تتجلى في:
- تشكيل مسرح مدرسي في جميع المدارس وتفعيله ليناقش من خلاله مشكلات الطلبة المختلفة. 
- عقد الندوات والمحاضرات للمعلمين والآباء حول المشكلات السلوكية في المراحل العمرية المختلفة.
- تأهيل المرشدين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وجميع العاملين في الحقلين النفـسي والتربـوي حول استخدام السيكودراما كطريقة علاجية وإرشادية جماعية.
- تصميم برامج إرشادية علاجية في السيكودراما بهدف مواجهة مشكلات أخرى.
- الاستفادة من وسائل الإعلام في زيادة وعي المجتمع بالمشكلات السلوكية التي يعاني منها الطلبة فـي كافة المراحل، وكذلك بالأساليب الوقائية والإرشادية المناسبة لمواجهتها.
- إشراك الطلبة المشكلين في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفتية والثقافية بالمدرسة، حيث أنها تعمل على توظيف طاقاتهم وقدراتهم واستثمارها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
- تفعيل دور الإرشاد النفسي الاجتماعي في المدارس بحيث يكون مرشد نفسي اجتماعي واحد على الأقل لكل مدرسة ليساهم في مساعدة الطلاب في التخلص من مشكلات السلوكية.
- استخدام الإرشاد والعلاج الجماعي (السيكودراما، القصة، المناقشة، الألعاب) فـي العيـادات النفـسية والمدارس والمراكز ذات الصلة السلوكية.

اعداد : ياسر كروج

اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش




















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق