الثلاثاء، 31 يناير 2017

السايكودراما في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية لدى الأطفال والتلاميذ (ظاهرة العنف المدرسي)

السايكودراما في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية لدى الأطفال والتلاميذ (ظاهرة العنف المدرسي)

السايكودراما في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية لدى الأطفال والتلاميذ (ظاهرة العنف المدرسي)



مما لا شك فيه انه من خلال تتبع مجموعة من التعريفات للسايكودراما نستطيع ان نلاحظ ان معظمها يصب في خمس نقاط أساسية يمكنها ان تشكل مفهوما واسعا وشاملا لمفهوم السايكودراما وهي كالتالي:

· شكل من اشكال العلاج النفسي الجماعي.

· تستخدم التمثيل او الدراما كوسيلة ادائية.

· تعتمد التلقائية كصفة مميزة لهدا الأداء.

· تجمع بين الاسقاط والتنفيس الانفعالي في نفس الوقت.

· العلاج فيها ينصب على الفرد وله حرية توجيه هدا العلاج وقد يستعان على تحقيق دلك ببعض الأدوات.

كما ان تطبيق العلاج باستخدام أسلوب السايكودراما يتضمن خمسة عناصر أساسية وهي:

· الجماعة كعنصر جوهري من عناصر السايكودراما وبمقدورها ان تحدت التغيير في سلوك افرادها.

· بطل الرواية الدي يمثل جميع افراد الجماعة من خلال حركاته وادائه اثناء تمثيل دوره.

· الموجه او المؤطر او المدرب الدي يحتاج الى معرفة الجماعة العلاجية التي سوف يتعامل معها قبل بداية الجلسة.

· الأدوات المساعدة ووظيفتها بشكل عام هي تسهيل وتسيير عملية عرض المشكلة وتقوية المغزى المراد من تهيئة المواقف بين شخصين، الاستجابة التلقائية الى مطالب بطل الرواية ومتطلبات الموقف داخل المجموعة.

· تنظيم معين من الطرق والفنيات الملائمة لمتطلبات الموقف.

وهدا الأسلوب العلاجي الدي يعتمد السايكودراما كنوع من أنواع العلاج النفسي يتمتع كدلك بمميزات عديدة قد لا تتوفر في أسلوب اخر من أساليب العلاج الجماعي وهذه المميزات هي:

· سهولة ويسر تطبيقها (السايكودراما) وتفعيلها وأجرأتها سواء على مستوى الأطفال او المراهقين او الراشدين والتوسع كدلك في نطاق استخدامها من خلال الوقاية والعلاج للعديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية والاجتماعية، مما يؤكد فاعليتها سواء استخدمت لوحدها ام بالاستعانة بأساليب وفنيات علاجية أخرى مثل العلاج النفسي الفرويدي ام العلاج المعرفي السلوكي .

· إتاحة الفرصة للمشاركين بين أعضاء الجماعة العلاجية وتشجيعهم عليها

· غلى الفنيات والتقنيات التي تستخدمها

· اعتماد أسلوب يلائم كافة المستويات التعليمية والثقافية

· انفرادها بعملية التهيئة

· تجسيد الأدوار بصورة صامتة او ما يسمى بالأداء التمثيلي الصامت

· تشجيع المرضى على مواجهة مشاكلهم وطرح العديد من الحلول الواقعية لتلك المشكلات وتبني الحل المناسب

· مشاركة ومعايشة وتواصل وتفهم معظم جوانب الاضطرابات النفسية والاجتماعية والسلوكية.

كيف يمكن استخدام وتطبيق السايكودراما (المسرح النفسي المدرسي) في مجال التربية والتعليم لتحقيق مجموعة من الأهداف وما هي الطرق والفنيات والأساليب التي يجب استعمالها وتطبيقها لمساعدة التلاميذ للتغلب على مجموعة من الاضطرابات النفسية والاجتماعية والسلوكية؟ وهل بإمكان المسرح النفسي المدرسي ان يساهم في الحد من ظاهرة العنف المدرسي؟

العنف هو سلوك غير سوي لا اجتماعي يتسم بالعدوانية نظرا للقوة المستخدمة فيه والتي تنشر المخاوف والاضرار التي تترك اثرا مؤلما على الافراد في مختلف النواحي الاجتماعية والنفسية والسلوكية والتي يصعب علاجها في وقت قصير ومن تم فإن هده الظاهرة الخطيرة تهدد كيان الافراد والمجتمعات، كما انه يمكن اعتبارها ظاهرة مكتسبة ومتعلمة تتكون لدى الفرد مند وقت مبكر في حياته وذلك من خلال العلاقات الاجتماعية والشخصية المتبادلة ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية ,ومن بين العوامل المسببة لظاهرة العنف لدى الأطفال والتلاميذ نجد :

1) العوامل الاسرية: كالتنشئة الخاطئة، القسوة، الإهمال، القمع الفكري، فقدان الحنان، الشعور بعدم الاستقرار الاسري، كثرة عدد افراد الاسرة وبيئة السكن

2) العوامل المجتمعية: كثقافة المجتمع التي تكتر فيه الظواهر السلبية، تأثير الاعلام، تأثير المناطق المهمشة المحرومة من ابسط حقوق الانسان، تأثير الفقر، غياب العدالة والمساوات في تحقيق الأهداف، مناخ سياسي مضطرب يغلب عليه عدم وضوح الرؤيا للمستقبل.

3) العوامل النفسية: كالإحباط الدي يحول دون تحقيق اهداف الفرد والجماعة، الصدمات النفسية والكوارث والأزمات، تعرض الطفل والتلميذ للعنف، شعور الطفل او التلميذ بالاغتراب داخل الوطن.

إدن هل يمكن للسايكودراما (كنوع من أنواع العلاج النفسي عن طريق الفنون) ان تكون قادرة على معالجة هده الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل وكيان الافراد والمجتمعات؟

مما لا شك فيه ان السايكودراما تعتمد على تنظيم معين لمجموعة من الطرق والفنيات والأساليب الملائمة لمتطلبات الموقف، وذلك لتنمية وعي الاطفال والمتعلمين ومساعدتهم على اتخاد القرار المناسب في مواجهة مشكلاتهم على نحو أفضل، القدرة على التعبير الملائم عما يشعرون، تدريبهم على الدفاع عن حقوقهم ومساعدتهم للتعبير عن المشاعر الإيجابية (كالفرح والحب والمدح) والمشاعر السلبية (كالخوف والالم والاستياء والتوتر). وهي تقنيات وفنيات وأساليب مفيدة للغاية وقبل تطبيقها يجب البداية بعملية أكثر أهمية وهي عملية التهيئة التي تتيح للمعنفين من التلاميذ والراشدين المشاركين في جلسات العلاج السايكودراما درجة عالية من الاستعداد للجلسات العلاجية وذلك باستخدام مجموعة من التمارين من بينها:

- استخدام الكرة العجيبة للتعارف وتقريب المسافات وذلك بتمريرها من تلميذ الى اخر مع دكر الاسم

- حركات تسخينية رياضية مع موسيقى حيوية وهادئة وهادفة لمساعدة هذه الفئة المعنفة من الأطفال والتلاميذ على التأمل والاسترخاء واكتشاف الذات من الداخل

- المشي مع التفكير والتأمل

وبعد تهيئة هده الفئة المعنفة نقوم باستعمال مجموعة من التقنيات والطرق والفنيات لمساعدتهم على تخطي هدا الاضطراب النفسي والاجتماعي الخطير ومن بين هذه التقنيات نجد:

· تقنية فن الكولاج التي تساعد المدرب او المعالج على فهم سلوك ونفسية المعنفين وما هي الأسباب الحقيقية التي تجعلهم يقدمون على هذا الفعل الخطير والدنيء

· تقنية الحكاية التي تساعد الأطفال والتلاميذ المعنفين كذلك على اكتشاف دواتهم والغوص فيها لاستكشاف النور والطاقة التي ستساعدهم للخروج من المغلق الى المكشوف وبالتالي الابتعاد عن ممارسة العنف داخل المدرسة وخارجها، كما يجب علينا ان نحكي لهم الحكايات التي تساهم في نشر ثقافة التسامح ونبد العنف وتنمية الجانب القيمي لديهم

· اقتراح مجموعة من المسرحيات النفسية التي تساهم بشكل كبير ومباشر في علاج ظاهرة العنف المدرسي وعرضها على التلاميذ .للمسرح أهمية كبرى تكمن في عدة جوانب منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سلوكي ، فالجانب النفسي يشبع التلميذ لكثير من الميول عن الذات والتقبل الاجتماعي وصقل الوجدان وتعديل السلوك، والجانب الاجتماعي للمسرح هو ممارسة و مشاهدة واستماع واكتساب الكثير من الخبرات الاجتماعية وحسن المخاطبة كما إن التلميذ يكتسب مفهوم التعاون وأهمية العمل الجماعي والإيثار وهي فرصة جميلة للانتماء والتفاعل والتوافق مع الآخرين.

لا شك في أن المسرح بعامته ولاسيما المسرح المدرسي يكتسب أهمية مضاعفة لما يضطلع به من مهام خطيرة في التنشئة والتكوين وتفجير الطاقات الإبداعية والسلوكية كما أن من بين أهداف المسرح المدرسي:

- تعاون الطفل والتلميذ على الاتزان عاطفيا، وتقبل التعليم بسهولة، والتعامل مع المجتمع بنجاح.

- تعاون الطفل والتلميذ على التخلص من الانشغال بنفسه؛ من خلال تمثله أحد أشخاص المسرحية.

- يثير عواطف كثيرة لدى الأطفال والتلاميذ: (إعجاب، وخوف، وشفقة)، ويلاحظ أن العرض الجيد بطريقة طيبة ينمي الأحاسيس الطيبة والإدراك السليم لديهم، بينما يدمر العرض السيئ الرخيص نفوسهم.

- يقدم لهم وجهات نظر جديدة ومختلفة في الأشياء والأشخاص والمواقف، مما ينمي لديهم التفكير والمرونة، والإحساس بالمسئولية.

- يشبع رغبتهم في المعرفة والبحث، ويقدم لهم خبرات متنوعة.

ومن بين موضوعات المسرحيات المدرسية التي تساعد الاطفال والتلاميذ على التغلب على العنف داخل المدارس:

· موضوعات حول الطبيعة: المطر، والثلوج، والجبال، والوديان، والحيوانات....

· موضوعات عن التاريخ.

· موضوعات أدبية تراثية: حكايات، وخرافات، وأساطير.

· موضوعات اجتماعية: الحب، والعلاقات البيتية، والصداقة.

· موضوعات تنمي المعايير الجمالية، من خلال المسرحيات الشعرية.

وفي الاخير نستطيع ان نقول بأن استخدام السايكودراما كنوع من انواع العلاج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من انواع الفنون وعلم النفس، هو بالفعل قادر على تأهيل ومعالجة مجموعة من الاضطرابات النفسية والاجتماعية والسلوكية، على اعتبار ان السايكودراما تعتمد على المعالجة الجماعية، تستعمل التمارين الحركية، تستعمل كذلك الموسيقى والفنون بصفة عامة، كما ان لها دور كبير في تنمية مهارات التواصل بأبعاده الاربعة (التواصل البدني, التواصل الوجداني, التواصل العقلي المعرفي والتواصل الاجتماعي الذي يشمل ذلك كله ).

اعداد ; محمد الصلالي

اشراف : الدكتورة دلال مقاري باوش









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق